نائب سابق عن “الليكود”: إسرائيل مقسّمة إلى 7 دول وشعب واحد

تُواصل أوساط في إسرائيل التحذير من خطورة تعمق حالة التشظي والانقسامات الداخلية على وجودها. وقال نائب سابق من حزب “الليكود” إنها في العام الـ 76 لـ “استقلالها”، باتت كناية عن ست دول وشعب واحد، وذلك في إشارة لحالة التمزّق وفقدان المساواة في الأعباء، وفي الواقع المعاش.

 في مقال تنشره صحيفة “معاريف” العبرية، يستعرض النائب السابق إيهود ياتوم تحوّل دولة الاحتلال لـ 6 دول، فيقول:

الدولة الأولى: هي دولة حاملي الأعباء، الذين يساهمون في الخدمة العسكرية، أو في إطار الخدمة الوطنية، أو في قوات الاحتياط، أو في خدمات إنقاذ الحياة، وفي الخدمة في الأجهزة الأمنية، إلى جانب مساهمتها في الاقتصاد والتعليم، وبنائها المجتمع. ويشير إلى أن الذين يتحمّلون الأعباء لا يتلقّون مكافأة عادلة، لا من حيث رواتبهم، بحسب ما يبذلونه، ولا بتعويض ملائم لخسارة الأملاك والأعمال بسبب خدمتهم ومساهمتهم.

الدولة الثانية: هي دولة المتهرّبين؛ أولئك الذين لا يتحمّلون الأعباء، ولا يساهمون في تحمّل أعباء الدولة بأقل القليل، لا عبر المساهمة الطوعية، ولا المدنية، ولا الاقتصادية، ولا الاجتماعية. كل ما يسعى له هؤلاء هو الحصول على أرباح من الدولة من دون المساهمة بأيّ شيء. في هذه الأيام، نعيش في زمن قانون التجنيد الفاضح، أو باسمه الأكثر دقة: “قانون التهرّب من التجنيد”. لا يتعلق الأمر فقط بالمساهمة في الدولة من خلال الخدمة العسكرية وقوات الاحتياط، بل بالتهرّب الشامل من أيّ مساهمة ممكنة في بناء الدولة، وطبعاً، هناك كثير مما يمكن المساهمة فيه من أجل هذه الدولة.

الدولة الثالثة: هي دولة جنوب غرب البلد، دولة “غلاف غزة” التي تخلّت الحكومة عن مواطنيها فيها أعواماً. لقد تعرّضَ هؤلاء لرشقات الصواريخ وقذائف الهاون، وفي السابع من تشرين الأول/أكتوبر، جرى التخلي عنهم وقتلهم واختطافهم، وأُحرقت منازلهم، ودفعت عائلات بأكملها ثمناً باهظاً عصياً على الاحتمال. مئات الآلاف من مواطني هذه الدولة ما زالوا لاجئين في جميع أنحاء البلد، ولا أحد يعرف متى سيعودون إلى منازلهم.

الدولة الرابعة: هي دولة الجليل الأعلى والجليل الغربي وأجزاء من هضبة الجولان. لقد تم طرد عشرات الآلاف من سكانها من منازلهم، ودُمّر العديد من المنازل بنيران الصواريخ المضادة للدبابات، وأُحرقت الحقول، ودُمرت البساتين، وتعفنت المحاصيل على الأشجار. لقد تلاشى مصدر رزق سكانها، وتلاشى مشروعهم في الحياة.

الدولة الخامسة: هي دولة الضفة الغربية، حيث يوجد “إرهاب” مستمر منذ عقود، مع تصاعُد كبير، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، في ظل محاولات مستمرة، من جانب إيران ومَن يدورون في فلكها، فتح جبهة “إرهاب” واسعة بين جنين في الشمال والخليل في الجنوب، لكن من دون نجاح يُذكر. في الضفة الغربية، بعكس شمال وجنوب البلد، نحن المنتصرون، ونحن القادرون على منع الهجمات. لا يمكن الوقاية من جميع الهجمات، ولا يمكن أيضاً في هذا المجال القضاء على “الإرهاب” تماماً، لكن يمكن صدّه وإنقاذ الأرواح.

الدولة السادسة: هي دولة وسط البلاد، حيث تسير الحياة اليومية بشكل طبيعي وهادئ، كأنه لا توجد حرب؛ فالمطاعم والمقاهي ممتلئة، والمتاجر مفتوحة، ونظام التعليم يعمل كالمعتاد، ولم تتأثر الشركات وأماكن العمل بشكل كبير، باستثناء تلك التي يعمل فيها الموظفون فترات طويلة في قوات الاحتياط، ولا يوجد من يحلّ محلهم. هذا لا يعني أن مواطني وسط البلاد ليسوا قلقين ولا يخشون الوضع، لكن بعضهم يعيش ويتصرف بتجاهُلٍ تام لِما يحدث حوله. هذه هي دولة المركز: دولة نابضة بالحياة، وتركز على نفسها، وتستمتع وتسافر إلى الخارج.

ويضيف ياتوم أن هناك دولة سابعة، لكنها خارج حدود دولتنا الجريحة والممزقة، وهي دولة المهاجرين التي فضّل سكانها إيجاد ملاذات آمنة عبر البحار: أولئك الذين قرروا، بعد السابع الرهيب من تشرين الأول/أكتوبر، أخذ استراحة والبحث عن وقت ممتع وسلام وطمأنينة في بلاد بعيدة. ويخلص ياتوم للقول، بنغمة يختلط فيها اليأس بالأمل: “شعب واحد، شعب ذو ماضٍ مجيد، وحاضر يثير تساؤلات، مؤلم ومليء بالمشاكل، ومستقبل مجهول، لكن مع أمل بالانتعاش”.

أخطر من قنبلة إيران

يشار إلى أن عدداً من المسؤولين والساسة الأسبقين سبق أن حذّروا من حالة التشظي وفقدان التكافل الأهلي، خاصة بعد انقسامات تفجرت في صفوف الإسرائيليين طيلة العام 2023، قبل السابع من أكتوبر، نتيجة محاولات الحكومة القيام بانقلاب على النظام السياسي السائد.

ومن أبرز هذه التحذيرات تحذير لرئيس إسرائيل السابق رؤوفين ريفلين، الذي قال مرات إن انقسام الإسرائيليين لأربعة أسباط متنافرة أخطر على إسرائيل من قنبلة إيران.

 يشار إلى أن “طوفان الأقصى” لم يسوِّ الخلافات والاختلافات بين الإسرائيليين، فبعد قليل من اندلاع الحرب اندلعت الخلافات الداخلية من جديد، وتبيّن كم هي عميقة وحقيقية وضاربة الجذور بين شرقيين وغربيين، علمانيين ومتدينين،.. بل إن الحرب أجّجتها، بسبب الاختلاف حول موضوع تقاسم الأعباء وإهمال المخطوفين، وكافتهم من الغربيين، أتباع اليسار الصهيوني، من قبل حكومة يمين صهيوني متطرف.. وغيرها من الأسباب.

منقول عن القدس العربي

Exit mobile version