إعادة انتخاب الغزواني رئيسا لموريتانيا

أُعيد انتخاب الرئيس الموريتاني محمد ولد شيخ الغزواني لولاية ثانية مع 56,12% من الأصوات، بحسب ما أعلنت اللجنة الوطنيّة المستقلّة للانتخابات الإثنين.

يُعد تمتّع موريتانيا، الدولة الصحراوية الشاسعة، باستقرار نسبي أمرا فريدا في منطقة الساحل المضطّربة في إفريقيا فيما يتوقع بأن تصبح دولة منتجة للغاز.

وكان الغزواني سيواجه جولة ثانية لو لم يفز بأكثر من نصف الأصوات في انتخابات السبت.

وحلّ متقدّما بفارق كبير على خصمه الرئيسي بيرام الداه عبيدي الناشط المناهض للعبودية الذي حصل على 22,10% من الأصوات، بحسب ما اعلن رئيس اللجنة الداه ولد عبد الجليل في مؤتمر صحافي.

وأكد عبيدي الأحد بأنه لن يعترف بنتائج اللجنة التي اتّهم الحكومة بالتلاعب بها.

وحل حمادي ولد سيدي المختار، مرشح حزب “تواصل” الإسلامي، في المركز الثالث مع 12,78% من الأصوات، وفق اللجنة الوطنية للانتخابات.

وأكد رئيس اللجنة الانتخابية “بذلنا كل ما في وسعنا لتهيئة الظروف لإجراء انتخابات جيدة وحققنا نجاحا نسبيا”.

وصل الغزواني إلى السلطة عام 2019، في أول انتقال للسلطة بين رئيسين منتخبين منذ استقلال موريتانيا عن فرنسا عام 1960 وسلسلة انقلابات من العام 1978 حتى 2008.

وبينما شهدت منطقة الساحل في السنوات الأخيرة سلسلة انقلابات عسكرية وتصاعدا في الأنشطة الجهادية، خصوصا في مالي، لم تتعرّض موريتانيا إلى أي هجمات منذ العام 2011.

ويرى كثر بأن الفضل يعود إلى الغزواني (67 عاما) في الأمان النسبي الذي تعيشه الدولة الواقعة في غرب إفريقيا.

“سننزل إلى الشوارع”

بلغت نسبة المشاركة في انتخابات السبت الرئاسية 55,39 في المئة بالمجمل، وهي أقل من تلك المسجّلة عام 2019.

وبدأت النتائج تصدر منذ مساء السبت وتنشر بشكل متواصل على منصة رسمية على الإنترنت، وهو ما أعطى مؤشرا على النتيجة النهائية.

وقال عبيدي “لن نعترف إلا بنتائجنا ولذا سننزل إلى الشوارع” للتعبير عن الرفض لعملية الفرز التي قامت بها اللجنة الانتخابية.

وتظاهر بعض أنصاره في نواكشوط ليل الأحد حيث أضرموا النيران في الإطارات وعرقلوا حركة السير.

بحلول المساء، حاصرت قوات الأمن مقر حملة عبيدي، وفق مراسل فرانس برس. وأفاد متحدث بأن السلطات أوقفت مدير حملته.

وكثّفت الشرطة انتشارها في العاصمة بشكل كبير في وقت لاحق من المساء.

من جانبه، شدد المرشّح المختار السبت بأنه سيبقى “منتبها” لأي خرق لقواعد التصويت، بينما دعا أنصاره إلى الابتعاد عن أي خطوات قد تؤدي إلى الفوضى.

جعل الغزواني من مساعدة الشباب أولوية في البلد الذي يعد 4,9 ملايين نسمة، 75 في المئة منهم تحت سن الخامسة والثلاثين.

وبعد ولاية أولى طغت عليها جائحة كوفيد-19 وتداعيات الحرب في أوكرانيا، يأمل الغزواني في إجراء مزيد من الإصلاحات خلال ولايته الثانية بفضل الآفاق الاقتصادية المواتية.

ويتوقّع البنك الدولي بأن يبلغ معدّل النمو 4,9 في المئة (3,1 في المئة للفرد) للفترة ما بين العامين 2024 و2026، مدفوعا ببدء إنتاج الغاز في النصف الثاني من هذا العام.

وتراجع التضخم عن ذروة بلغت 9,5 في المئة عام 2022 إلى 5 في المئة في 2023، ويتوقع بأن يتباطأ إلى 2,5 في المئة عام 2024.

المصدر القدس العربي

Exit mobile version