قال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي الأحد، إن موسكو ستُدخل تعديلات على عقيدتها النووية رداً على ما ترى أنه تصعيداً غربياً للحرب في أوكرانيا، فيما حذر الكرملين من أن صبر موسكو نفد تجاه ضغوط الولايات المتحدة على روسيا في عهد الرئيس جو بايدن، وفق ما نقلت وسائل إعلام رسمية روسية.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية الرسمية عن ريابكوف قوله إن “العمل في مرحلة متقدمة، وهناك نية واضحة لإجراء تصحيحات”. وأضاف أن القرار “مرتبط بمسار التصعيد الذي ينتهجه خصومنا الغربيون” فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا.
ولم يُفصح ريابكوف عن الموعد الذي ستكون فيه العقيدة النووية المحدثة جاهزة، لكنه أشار إلى أن “وقت إكمال هذا العمل “سؤال صعب”، بالنظر إلى أننا نتحدث عن أهم جوانب ضمان أمننا القومي”، وفق ما نقلته “رويترز”.
وتتهم روسيا الغرب باستغلال أوكرانيا لشن حرب عليها بالوكالة بهدف إنزال “هزيمة استراتيجية” بروسيا وتفكيكها، وتنفي الولايات المتحدة وحلفاؤها ذلك، قائلين إنهم يساعدون أوكرانيا على الدفاع عن نفسها في مواجهة “حرب عدوانية ذات أسلوب استعماري تشنها روسيا”.
وتنص العقيدة النووية الروسية الحالية، وفقاً لمرسوم أصدره الرئيس فلاديمير بوتين عام 2020، على أن روسيا قد تستخدم أسلحة نووية في حالة وقوع هجوم نووي من عدو أو هجوم بأسلحة تقليدية يهدد وجود الدولة، وفق “رويترز”.
وحثَّ محللون عسكريون معرفون بمواقفهم المتشددة بوتين على تخفيف شروط استخدام الأسلحة النووية من أجل “إفاقة” أعداء روسيا في الغرب على حد قولهم.
وقال فلاديمير بوتين في يونيو الماضي، إن العقيدة النووية “أداة حية” ربما تتغير وفقاً لما يجري في العالم. وتعد تعليقات ريابكوف الأخيرة أوضح تصريح حتى الآن يؤكد على أن تغييرات ستتم بالفعل.
“صبرنا نفد على ضغوط واشنطن”
وفي مقابلة مع بافيل زاروبين، المراسل التلفزيوني المقرب من الكرملين، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، الأحد، إن صبر موسكو قد نفد تجاه ضغوط الولايات المتحدة على روسيا في عهد بايدن، على الرغم من أن هذه الضغوط مستمرة منذ عدة عقود.
واعتبر أن الغرب “يتمادى”، مؤكداً أن روسيا “ستفعل كل ما بوسعها لحماية مصالحها”.
وأضاف بيسكوف: “العلاقات بين موسكو وواشنطن وصلت إلى نقطة الانهيار، والتي كانت تقترب لا محالة، لكنها استنفدت صبر روسيا.. والتأثير التراكمي لخطوات الولايات المتحدة لانتهاك مصالح بلادنا تجاوز المستويات المقبولة”.
وتابع: “لقد مرت عدة عقود في الواقع على مهاجمة الولايات المتحدة مصالحنا باستمرار، وضغطت بشكل دائم على روسيا، مشيراً إلى أن “فترة رئاسة بايدن هي تتويج لكل هذه العمليات”.
وأشار الناطق باسم الكرملين إلى أن “الولايات المتحدة، على الرغم من العديد من التصريحات التي تشير إلى عكس ذلك، منخرطة بشكل مباشر في الصراع الدائر في أوكرانيا”. مضيفاً: “في الواقع، هذا موقف عدائي سافر تجاه بلادنا”.
“خطوط حمراء”
وقال بوتين في أول يوم من الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022 إن من يحاول منعه أو تهديده سيعاني “من عواقب لم يشهدها في تاريخه”.
ومنذ ذلك الحين، يُصدر الرئيس الروسي سلسلة من التصريحات التي يعتبرها الغرب تهديدات نووية كما أعلن نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس.
ولم يثن هذا الولايات المتحدة وحلفاءها عن تكثيف الدعم العسكري لأوكرانيا بطرق لم يكن من الممكن تصورها عند بدء الحرب، بما في ذلك إرسال دبابات وصواريخ بعيدة المدى ومقاتلات من طراز F-16.
وباغتت أوكرانيا موسكو الشهر الماضي، باختراق حدودها الغربية في توغل لآلاف القوات التي لا تزال روسيا تكافح لصدها.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن العملية تهزأ “بالخطوط الحمراء” التي رسمها بوتين. ويضغط زيلينسكي أيضاً بقوة لدفع الولايات المتحدة إلى السماح له باستخدام أسلحة غربية متقدمة في مهاجمة أهداف في عمق روسيا.
وكثف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الضغوط على الولايات المتحدة للسماح لكييف بالتوغل في عمق الأراضي الروسية بعد أن التقى ممثلوه بمسؤولين أميركيين كبار في واشنطن، السبت.
وقال زيلينسكي في خطاب مصور مساء الأحد، “تطهير سماء أوكرانيا من القنابل الجوية الروسية الموجهة خطوة قوية لإجبار روسيا على السعي إلى إنهاء الحرب وتحقيق السلام العادل”.
وقال في نداء وجه إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا “نحن بحاجة إلى القدرات اللازمة لحماية أوكرانيا والأوكرانيين بشكل حقيقي وكامل”.
وقدمت واشنطن لأوكرانيا مساعدات عسكرية بقيمة أكثر من 50 مليار دولار منذ عام 2022، لكنها قصرت استخدام أسلحتها على الأراضي الأوكرانية والعمليات الدفاعية عبر الحدود.
عن الشرق