
اليونسكو تدرس إدراج 66 عنصرا في قائمة التراث الثقافي غير المادي
تتجه أنظار العالم إلى أسونسيون، عاصمة باراغواي، حيث تعقد اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي اجتماعًا حاسمًا هذا الأسبوع. ومن المقرر أن تبت اللجنة في إدراج 66 عنصرا جديدا في قائمة التراث الثقافي غير المادي، تشمل تقاليد وتراثًا من مختلف أنحاء العالم. من بين أبرز العناصر المرشحة، تقاليد الحنة، وصناعة صابون نابلس الفلسطيني، وصابون حلب السوري.
الحنة وصابون نابلس وحلب
تسعى 16 دولة عربية إلى إدراج تقاليد الحنة في قائمة التراث غير المادي، وهي نبتة يتم تحضيرها لتحويلها إلى عجينة تُستخدم في الزينة، خصوصًا في حفلات الزفاف. وفقًا لليونسكو، فإن الحنة تمثل “دورة حياة الفرد” وتُستخدم في مناسبات عدة منذ الولادة وحتى الوفاة، كما تُعتبر رمزًا للخصوبة والحظ.
كما تسعى فلسطين إلى إدراج صناعة صابون نابلس التقليدي، الذي يتميز بجودته العالية وطريقة تصنيعه العريقة في الضفة الغربية المحتلة. بينما تطالب سوريا بإدراج صناعة صابون حلب الذي يعاني من تهديدات عديدة نتيجة النزاع المستمر في البلاد.
عناصر ثقافية أخرى مرشحة
من بين العناصر الأخرى المرشحة للإدراج في القائمة، يشمل المشروب الياباني التقليدي “ساكي”، الذي يُصنع من الأرز عالي الجودة ويعتبر جزءًا أساسيًا من الثقافة اليابانية. كما تقدم ساحل العاج طبق الأتيكي التقليدي كعنصر ثقافي يستحق الإدراج.
وتتضمن القائمة كذلك تقاليد من دول أخرى مثل “الهجرة البدوية” في منغوليا، التي يرافق خلالها نحو 250 ألف أسرة قطعانها في رحلات طويلة عبر السهوب والجبال. وفي الأمريكيتين، تسعى دول كوبا وجمهورية الدومينيكان إلى إدراج ممارسات تحضير الكسافا، وهي فطيرة مصنوعة من المنيهوت، في قائمة التراث غير المادي.
التراث غير المادي: أكثر من مجرد ممارسات ثقافية
تُعد اتفاقية اليونسكو لحفظ التراث الثقافي غير المادي، التي أُقرّت في عام 2003، خطوة هامة في حماية الممارسات الثقافية التي تشكل جزءًا أساسيًا من هوية الشعوب. ويشمل التراث غير المادي الموسيقى والرقص والمعارف والطقوس الاجتماعية، بالإضافة إلى الأطعمة التقليدية والملابس وطرق التعامل مع الآخرين.
وقد شهدت قائمة التراث غير المادي إدراج العديد من العناصر المميزة على مر السنوات، مثل “فن الكابويرا” البرازيلي و”الفلامنكو” الإسباني. ومن بين أحدث الإضافات، تم إدراج “منقوشة الزعتر” اللبنانية التي تحظى بشعبية كبيرة في المشرق العربي.
التوقعات وتأثيرها العالمي
تُعتبر هذه الجلسات فرصة هامة للتأكيد على قيمة التراث الثقافي غير المادي في تعزيز الهوية الثقافية وحماية الممارسات التقليدية من الانقراض. كما أن إدراج العناصر في القائمة يُسهم في تعزيز الوعي العالمي بأهمية الحفاظ على التنوع الثقافي، وهو ما يعكس في النهاية “كيفية العيش مع الآخرين” كما صرحت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي.
سوف يتواصل اجتماع اللجنة حتى نهاية هذا الأسبوع، حيث يتوقع أن تُعلن اليونسكو نتائج التصويت بشأن هذه العناصر، التي من المرجح أن تُضاف إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية، مما يسهم في الحفاظ على هذه الممارسات للأجيال القادمة. ش ع