الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتشكيل حكومة انتقالية بقيادة محمد البشير يمثلان تحولًا جذريًا في المشهد السياسي السوري، مع تداعيات واسعة على الداخل السوري والإقليم. إليك أبرز تأثيرات هذه التطورات على الصراع في سوريا:
1. التحول السياسي الداخلي:
- تعهدات الاستقرار: تصريحات رئيس الحكومة الانتقالية محمد البشير تعكس رغبة في تهدئة الأوضاع وتحقيق استقرار يحتاجه السوريون بعد سنوات من الحرب. إذا نجحت الحكومة في تقديم الخدمات وإعادة الإعمار، فقد تُعزز شرعيتها بين المواطنين.
- مخاطر الانقسامات: التحدي الأساسي هو توحيد الأطياف السياسية والعسكرية المختلفة تحت مظلة واحدة، خاصة مع وجود فصائل مسلحة ذات أجندات متباينة.
2. تداعيات على المعارضة المسلحة:
- هيئة تحرير الشام: قائدة الهجوم الذي أطاح بالأسد، قد تسعى لتحويل نجاحها العسكري إلى مكاسب سياسية. تصريحات الجولاني تشير إلى نية تقليل التصعيد، لكن قدرتها على إدارة الشأن المدني ستُختبر.
- الفصائل الأخرى: قد تشهد البلاد صراعًا على السلطة بين الفصائل المعارضة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حول هيكل الحكم الانتقالي.
3. التحديات الأمنية:
- استهداف البنى التحتية: الضربات الإسرائيلية المستمرة ضد مخازن الأسلحة والبنية العسكرية السورية تشير إلى قلق إقليمي من تداعيات سقوط الأسد، مثل انتقال الأسلحة إلى مجموعات متطرفة.
- خطر التطرف: انهيار النظام السابق قد يخلق فراغًا أمنيًا يمكن أن تستغله الجماعات الإرهابية.
4. التدخلات الإقليمية والدولية:
- الدور الأمريكي: دعوة بلينكن لدعم عملية سياسية جامعة تعكس رغبة أمريكية في قيادة المرحلة الانتقالية. قد يؤدي ذلك إلى تزايد التنافس مع إيران وروسيا.
- إيران وروسيا: سقوط الأسد يمثل ضربة كبيرة لهما. تصريحات خامنئي حول “خطة أمريكية-إسرائيلية” تعكس شعورًا بالهزيمة، ومن المرجح أن تحاول إيران وروسيا حماية مصالحهما عبر دعم قوى موالية لهما.
- إسرائيل: السيطرة على المنطقة العازلة في الجولان تشير إلى رغبة إسرائيلية في تعزيز أمنها ضد أي تهديدات مستقبلية.
5. مستقبل العملية الانتقالية:
- مخاوف من تكرار نماذج سلبية: تحذيرات بروكسل من تكرار السيناريوهات العراقية والليبية تشير إلى قلق دولي من فشل العملية الانتقالية، خصوصًا في ظل احتمالات الفوضى والاقتتال الداخلي.
- ضرورة دعم شامل: تحقيق الاستقرار يتطلب دعمًا اقتصاديًا وإنسانيًا كبيرًا من المجتمع الدولي، بالإضافة إلى رؤية سياسية واضحة تحترم وحدة سوريا وتطلعات شعبها.
الخلاصة:
المرحلة المقبلة تحمل فرصًا وتحديات هائلة. نجاح الحكومة الانتقالية يعتمد على قدرتها في تحقيق توازن بين إعادة الإعمار، كسب ثقة الشعب، وضمان عدم انزلاق البلاد نحو صراعات جديدة أو فوضى عارمة.