هايتي: تقرير أممي يكشف فظائع جديدة لعصابة “وارف جيريمي”
أصدرت الأمم المتحدة تقريرًا جديدًا يكشف عن تصاعد غير مسبوق في أعمال العنف في هايتي، حيث قُتل أكثر من 207 أشخاص في ضاحية سيتي سولاي على يد مسلحين ينتمون لعصابة “وارف جيريمي”. وشملت الهجمات التي وقعت خلال أقل من أسبوع عمليات إعدام جماعية وخطف ومداهمات استهدفت سكان المنطقة.
تفاصيل الفظائع
أوضح التقرير الصادر عن مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أن الهجمات أسفرت عن مقتل 134 رجلًا و73 امرأة، غالبيتهم من كبار السن الذين وُجهت إليهم اتهامات بممارسة السحر. وأشار إلى أن بعض الضحايا تم اختطافهم من معابد الفودو أو خلال احتفالات مرتبطة بهذه العقيدة.
الهجمات جاءت بأوامر مباشرة من زعيم العصابة مونيل “ميكانو” فيليكس، الذي اتهم سكان المنطقة باستخدام طقوس فودوية لإلحاق الأذى بطفله. وشهدت المنطقة أعمال عنف واسعة النطاق نفذها نحو 300 مسلح، مما أدى إلى تدمير النسيج الاجتماعي وتهجير عشرات العائلات.
موقع استراتيجي وأزمة مستمرة
تسيطر عصابة “وارف جيريمي” على منطقة صغيرة ولكنها ذات أهمية استراتيجية، تقع بين موانئ رئيسية ومستودعات، وتعد نقطة حيوية تربط العاصمة بورت أو برنس بالطرق السريعة المؤدية إلى المناطق الأخرى. هذه السيطرة تمنح العصابة نفوذًا اقتصاديًا كبيرًا، يُستغل في توسيع عملياتها الإجرامية.
تصاعد العنف وأثره على المنظمات الدولية
وسط هذا التصعيد الخطير، علقت منظمة “أطباء بلا حدود” عملياتها في العاصمة بورت أو برنس نتيجة تزايد التهديدات الموجهة إلى فرقها. وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء الوضع، داعية إلى تدخل دولي عاجل لحماية المدنيين واستعادة الأمن في البلاد.
دعوات للتحرك الدولي
الوضع في هايتي يشهد تفاقمًا للأزمات الإنسانية والسياسية، مما يجعل الحاجة إلى تدخل دولي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. ومع تزايد سيطرة العصابات المسلحة، تصبح معاناة السكان المحليين أكبر، حيث يعيشون تحت رحمة العنف المتفشي وانعدام الأمن.
خاتمة
هايتي، التي تعاني من أزمات مزمنة، أصبحت في حاجة ملحة إلى دعم دولي لإعادة الاستقرار وضمان سلامة مواطنيها. وفي الوقت الذي تكشف فيه التقارير عن المزيد من الانتهاكات، يبقى السؤال: هل ستتحرك الأسرة الدولية لإنقاذ هذا البلد من براثن العنف والفوضى؟ ش ع