هروب بشار الأسد أحبط خطة إماراتية صهيونية لتقسيم سوريا

هروب بشار الأسد أحبط خطة إماراتية صهيونية لتقسيم سوريا

شهدت الساحة السورية تطورات غير مسبوقة مع هروب الرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا، مما أفشل خطة إماراتية-صهيونية كانت تهدف إلى تقسيم سوريا إلى ثلاثة كيانات مستقلة. هذه الخطة، التي كانت تتبلور منذ أسابيع، كانت ترمي إلى تغيير الخريطة السياسية والجغرافية لسوريا وربطها بمصالح إقليمية ودولية تتجاوز حدودها.

تفاصيل الخطة: الأهداف والأطراف الفاعلة

وفقًا لتقارير متعددة، كانت الخطة تهدف إلى تقسيم سوريا إلى:

الهدف الرئيسي لهذه الخطة كان عزل سوريا عن إيران وحزب الله، وقطع خطوط الإمداد بينهما، بما يخدم المصالح الإسرائيلية والإماراتية. إضافةً إلى ذلك، كانت الخطة تهدف إلى تقييد النفوذ التركي في شمال سوريا، محصورًا في إدلب والمناطق الشمالية الغربية.

دور الإمارات وإسرائيل في تنفيذ الخطة

لعبت الإمارات دورًا بارزًا في محاولة تعزيز هذا المشروع، حيث كثّف رئيس الإمارات محمد بن زايد من اتصالاته مع المجتمع الدرزي داخل إسرائيل. ووفقًا للتقارير، استقبل بن زايد شيخ الطائفة الدرزية داخل الكيان الصهيوني، الشيخ موفق طريف، في أبوظبي لمناقشة دور المجتمع الدرزي في تنفيذ الخطة.

أما إسرائيل، فقد تبنت استراتيجية متعددة المحاور، تشمل دعم الأكراد والدروز سياسياً وعسكرياً، مع إبقاء الأسد في السلطة كواجهة مقبولة دوليًا. وصرّح وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر بأن التعاون مع الأقليات في سوريا ولبنان يمثل ركيزة أساسية لاستراتيجية إسرائيل في المنطقة.

هروب الأسد يُغير المعادلة

تجاوزت الأحداث المخطط عندما انهارت قوات النظام السوري في مناطق استراتيجية مثل حمص وحماة، ما فتح الطريق أمام المعارضة للوصول إلى دمشق. ومع تزايد الضغوط، غادر الأسد سوريا متجهًا إلى روسيا، مما أربك الحسابات الإقليمية والدولية وأدى إلى انهيار الخطة بشكل كامل.

هذا التحول المفاجئ دفع إسرائيل إلى تصعيد عملياتها العسكرية في سوريا، حيث نفذت غارات مكثفة استهدفت البنية العسكرية السورية، بما في ذلك تدمير سلاح الجو السوري ومرافقه الحيوية.

التداعيات الإقليمية والدولية

تركيا وإيران:

إسرائيل والإمارات:

النتائج العسكرية والسياسية

الغارات الإسرائيلية الأخيرة دمرت نحو 80% من قدرات الجيش السوري، بما في ذلك:

سياسيًا، خلّفت هذه التطورات فراغًا أمنيًا كبيرًا، حيث أصبحت سوريا ساحة صراع مفتوح بين القوى الإقليمية والدولية.

خبراء: خطر التقسيم لا يزال قائمًا

رغم فشل الخطة الأولية، يرى خبراء أن خطر تقسيم سوريا لا يزال قائمًا بسبب استمرار النزاعات الإقليمية وتضارب المصالح الدولية. ويشيرون إلى ضرورة تفعيل الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل سياسي شامل يمنع تفتيت البلاد.

خاتمة: نحو مستقبل مجهول

الوضع في سوريا بات أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى. الهروب المفاجئ لبشار الأسد غيّر موازين القوى وفتح الباب أمام سيناريوهات جديدة، قد تكون أكثر خطورة على وحدة البلاد. ومع استمرار التدخلات الإقليمية والدولية، يبقى مستقبل سوريا رهينًا بقدرتها على استعادة استقرارها وحل أزمتها الداخلية.

يبقى السؤال: هل تستطيع سوريا تجاوز هذه المرحلة الحرجة والعودة كدولة موحدة، أم أن خطر التقسيم سيظل شبحًا يطاردها؟ش ع

Exit mobile version