أمريكا
منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ضاعف دونالد ترامب المطالبات الإقليمية الاستفزازية بضم أراضٍ جديدة لبلاده. سواء كانت كندا أو غرينلاند التابعة للدنمارك أو قناة بنما، التي يحلم الرئيس المنتخب بغزوها وضمها. فما مدى جدية مطالبه بضم هذه الأراضي؟
طائرة ترامب الابن تحط في غرينلاند بعد فترة وجيزة من تصريحات والده، دونالد ترامب الرئيس 47 للولايات المتحدة، الذي يؤكد أنه يريد شراء هذه المنطقة من الدنمارك. 6 يناير/كانون الثاني 2025.
لم ينتظر دونالد ترامب طويلا، فما إن أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الإثنين عن استقالته من منصبه، دعا دونالد ترامب كندا إلى الاتحاد مع بلاده لتصبح الولاية الأمريكية رقم 51.
ترامب يتعهد باستخدام القوة الاقتصادية لضم كندا
الرئيس المنتخب دونالد ترامب يتحدث خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الثلاثاء 7 كانون الثاني/يناير 2025 في مارالاغو، بالم بيتش، فلوريدا.
“معا! يا لها من أمة عظيمة سنشكلها!”، هكذا أعلن بحماس دونالد ترامب على شبكته الاجتماعية “تروث سوشيال”، موجها كلامه للكنديين ومزينا جملته بالعديد من علامات التعجب. وأوضح أنه في حال حدوث هذا السيناريو، فإن كندا لن تخضع للتعريفات الجمركية التي هدد بفرضها بمجرد عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني.
لكن الرئيس الأمريكي المنتخب لم يوجه أنظاره إلى كندا فقط. فهو يود أيضا “شراء” غرينلاند من الدنمارك. وبهذه المناسبة، قام نجله دونالد ترامب الابن الثلاثاء بزيارة “شخصية” لهذه المنطقة المتمتعة بالحكم الذاتي والملحقة بالدنمارك. لم يحدد الابن الغرض من هذه الزيارة، لكنها تأتي بعد شهر من تأكيد ترامب الأب أن “السيطرة على غرينلاند تمثل ضرورة” للولايات المتحدة.
قناة بنما ضمن خطط ترامب
كندا وغرينلاند ليستا الهدف الوحيد لترامب، إذ يهدف أيضا إلى رفع علم الولايات المتحدة فوق قناة بنما، مبررا ذلك بأنه لا يريد الاستمرار في دفع رسوم المرور التي تطالب بها بنما، والتي يعتبرها “سخيفة وغير عادلة”.
خبراء يحذرون من جدية ترامب
“إن هذا يعد في الأساس المعادل الدبلوماسي لإظهار القوة والعضلات. لكن لا يعني أن هذه المطالب لا يمكن أخذها بالحسبان”، كما تؤكد كورينا لاكاتوس، المتخصصة في العلاقات الدولية بجامعة كوين ماري في لندن، والتي عملت على وسائل الاتصال السياسي للقادة الشعبويين مثل دونالد ترامب.
المناطق الاستراتيجية في عيون ترامب
دونالد ترامب لم يختر أهدافه بالصدفة. كل هذه المناطق لها صلة بأولويات الرئيس المنتخب على الساحة الدولية. غرينلاند مهمة بسبب قاعدة بيتوفيك الفضائية والموارد الطبيعية الغنية، بينما كندا تمتلك موارد هائلة، أما قناة بنما فهي ممر حيوي للتجارة الأمريكية.
هل المطالبات مجرد مناورة؟
يرى خبراء أن هذه التصريحات قد تكون أسلوبا تفاوضيا لتحقيق تنازلات، لكنهم لا يستبعدون جدية ترامب في تنفيذ بعض هذه الخطط إذا أتيحت له الفرصة. يقول ريتشارد جونسون، المتخصص في شؤون الولايات المتحدة، “قد يكون من الخطأ الاعتقاد أنه إذا أتيحت له الفرصة، فإن ترامب لن يذهب إلى حد الاستيلاء فعليا على إحدى هذه الأراضي”.
الخلاصة
مطالبات ترامب التوسعية تثير جدلا دوليا، وتضع الدول المعنية في موقف صعب بين الرفض الحازم والمخاوف من تصعيد قد يكون له تبعات جيوسياسية خطيرة. ش ع