فقدت الجزائر اليوم أحد أعمدتها النضالية، المجاهد محمد حاج حمو، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 96 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا غنيًا من النضال الوطني والعمل الإعلامي. وقد أعلنت وزارة المجاهدين وذوي الحقوق هذا الخبر الأليم، مشيدة بمسيرته الثورية وخدمته للوطن.
مسيرة نضالية حافلة
وُلد الفقيد في 17 يوليو 1929 بمدينة مليانة، حيث انخرط منذ شبابه في صفوف الحركة الوطنية. تشبع بقيم النضال والكفاح من أجل حرية الجزائر، والتحق بالثورة التحريرية في أوج اشتعالها، حيث كُلف بمهمة التنسيق مع محاميي جبهة التحرير الوطني للدفاع عن رفاقه من المجاهدين والمناضلين.
في عام 1957، انضم الراحل إلى إذاعة “صوت العرب”، حيث عمل تحت إشراف المجاهد سعد دحلب في مصلحة الدعاية، مسخرًا الإعلام لدعم الثورة التحريرية. لاحقًا، شغل منصب رئيس ديوان وزير الأخبار في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، محمد يزيد، ليكون جزءًا فاعلًا في الكفاح من أجل استقلال الجزائر.
خدمة الوطن بعد الاستقلال
بعد نيل الجزائر استقلالها عام 1962، استمر محمد حاج حمو في خدمة الوطن بنفس روح النضال. تم تعيينه كأول وزير للإعلام، حيث ساهم في تأسيس قطاع الإعلام في الجزائر المستقلة وتعزيز دوره في بناء الدولة الوطنية. ظل الراحل وفيًا لقيم الثورة وذكرى الشهداء، وعمل طوال حياته من أجل رفعة الجزائر.
تعازي ومواساة
تقدم وزير المجاهدين وذوي الحقوق، السيد العيد ربيقة، بخالص العزاء إلى أسرة الفقيد وأهله وذويه، معربًا عن تقديره الكبير لمسيرته النضالية الطويلة. وقال في بيان:
“فقيد الجزائر كان قامة ثورية ونضالية سامقة، وظل على عهد إخوانه الشهداء والمجاهدين. نسأل الله أن يرحمه ويتقبله مع النبيئين والصديقين والصالحين.”
موعد الجنازة
ستشيع جنازة المجاهد محمد حاج حمو غدًا الخميس عقب صلاة الظهر، بمقبرة سيدي أمحمد بالعاصمة الجزائر. ومن المتوقع أن يحضرها كبار الشخصيات الوطنية ورفاقه من المجاهدين وأسرة الإعلام، لتوديع رجل كرّس حياته لخدمة الجزائر وشعبها.
إرث لا ينسى
يظل محمد حاج حمو رمزًا للتضحية والنضال في تاريخ الجزائر المستقلة، حيث ترك بصمته في الثورة التحريرية وفي بناء الدولة الجزائرية. رحل، لكن إرثه سيبقى شاهدًا على تاريخه الحافل بالعطاء والتفاني.ش ع