أعلنت الحكومة السورية المؤقتة، الثلاثاء، على لسان وزير الخارجية أسعد الشيباني، عن بدء العمل على تشكيل لجنة تحضيرية موسعة تضم ممثلين عن مختلف أطياف المجتمع السوري، بما في ذلك النساء، استعدادًا لعقد مؤتمر حوار وطني شامل.
مستقبل سوريا بعد الأسد
أوضح الشيباني خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الأردنية عمان مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، أن المؤتمر المزمع تنظيمه سيشكل “حجر الأساس لمستقبل سوريا”، وسيُمنح الصلاحيات الكاملة لإنشاء هوية سياسية تمثل إرادة الشعب السوري.
وقال الشيباني:
“نحن في سوريا بلد متنوع، والتنوع يمكن أن يكون مصدر قوة إذا نظرنا إليه كفرصة. نسعى لأن تكون سوريا موحدة وشاملة لجميع أبنائها ومكوناتها.”
لجنة تمثيلية موسعة
أشار الوزير إلى أن اللجنة التحضيرية ستضم ممثلين عن جميع الشرائح والمحافظات السورية لضمان شمولية التمثيل، مع التأكيد على إشراك المرأة في صياغة مستقبل البلاد. ورغم ذلك، لم يتم تحديد موعد نهائي لتشكيل اللجنة أو انعقاد المؤتمر.
رسائل طمأنة وتحديات المرحلة
تأتي هذه الخطوة بعد أقل من شهر على الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، وسط مخاوف داخلية ودولية من احتمالية تهميش بعض المكونات السورية أو إقامة نظام حكم ديني يستبعد الأقليات والمرأة.
أكد الشيباني أن السلطات الجديدة تسعى إلى طمأنة جميع الأطراف، بما في ذلك الأقليات الدينية والمجتمع الدولي، لضمان احترام الحقوق المدنية والحريات الأساسية في المرحلة الانتقالية.
مخاوف مشروعة ودعوات دولية
رغم التصريحات الإيجابية، تبقى هناك مخاوف بين السوريين من أن السلطات الجديدة قد لا تلتزم بالتعددية السياسية والمجتمعية. وفي هذا السياق، شدد موفدون دوليون على ضرورة أن تشارك جميع مكونات المجتمع السوري في عملية الانتقال السياسي بشكل عادل ومنصف.
خاتمة
مع استمرار النقاشات حول مستقبل سوريا، يبقى الحوار الوطني فرصة فريدة لوضع أسس جديدة للبلاد تضمن التعددية والوحدة واحترام حقوق الجميع. نجاح هذه المبادرة يعتمد على شفافية العملية وشموليتها، وعلى تجاوب المجتمع السوري والدولي لدعم هذه المرحلة الحرجة.ش ع