وساطة إماراتية تُثمر عن تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا

في خطوة إنسانية جديدة وسط الصراع المحتدم بين روسيا وأوكرانيا، أعلنت موسكو وكييف، يوم الأربعاء، عن إتمام عملية تبادل أسرى شملت 25 فردًا من كل جانب. وقد جرت هذه العملية بوساطة إماراتية ناجحة، ما يعكس قدرة الدبلوماسية على تحقيق تقدم ملموس حتى في أحلك الظروف.

تفاصيل العملية

وفقًا للبيانات الصادرة عن الجانبين، فإن الأسرى المتبادلين شملوا عسكريين ومدنيين، من بينهم مصابون بجروح بالغة تتراوح بين فقدان البصر وبتر الأطراف وإصابات معقدة ناجمة عن الأعيرة النارية والانفجارات. وأكد مركز تنسيق شؤون أسرى الحرب في أوكرانيا أن أصغر المفرج عنهم يبلغ من العمر 24 عامًا، بينما الأكبر يبلغ 60 عامًا.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعرب عن امتنانه للإمارات لدورها الفعّال في إنجاز هذه العملية، مؤكدًا أن “إعادة مواطنينا إلى وطنهم هو عمل لن نتوقف عن السعي لتحقيقه”. كما نشر تغريدة على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) قال فيها:
“لن نتوقف حتى نعيد جميع مواطنينا. اليوم، يعود 25 من رجالنا إلى أوكرانيا. هؤلاء هم أبطالنا العسكريون والمدنيون.”

التنسيق الروسي الأوكراني

على الجانب الآخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن جميع الأسرى المفرج عنهم يتلقون الرعاية الطبية والنفسية في روسيا البيضاء قبل نقلهم إلى روسيا لإعادة التأهيل في المؤسسات الطبية التابعة للوزارة.

الإمارات: وسيط موثوق

تُعد الإمارات العربية المتحدة من أبرز الوسطاء الذين نجحوا في تقريب وجهات النظر بين روسيا وأوكرانيا. وقد سبق لها لعب دور محوري في عمليات تبادل مماثلة. وأشاد زيلينسكي بالدور الإماراتي، مؤكدًا أن “الإمارات جعلت هذا الحدث ممكنًا”.

ردود الأفعال الدولية

لاقى هذا التبادل إشادة واسعة من المراقبين الدوليين، الذين وصفوه بأنه خطوة إيجابية نحو تعزيز الثقة بين الطرفين. ومع ذلك، شددوا على أن هذه الخطوات الإنسانية لا تزال محدودة التأثير على المسار العام للنزاع، الذي أسفر عن مئات الآلاف من الضحايا والمشردين.

أمل في المستقبل

على الرغم من استمرار الصراع، يمثل هذا التبادل بصيص أمل لإمكانية تحقيق تقدم في قضايا إنسانية أخرى. وقد يزيد هذا النجاح من فرص إجراء عمليات مشابهة في المستقبل. ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن أن تمهد هذه الخطوات الصغيرة لحل سياسي شامل ينهي مأساة الحرب؟

الوقت وحده كفيل بالإجابة عن هذا السؤال، لكن المؤكد أن الوساطات الدولية، كتلك التي تقودها الإمارات، أثبتت قدرتها على كسر الجمود وفتح أبواب الحوار في أكثر النزاعات تعقيدًا. ش ع

Exit mobile version