الجزائر تدعو إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتحقيق التنمية المستدامة

في اليوم الثاني من الجلسات البرلمانية للأمم المتحدة لعام 2025، ألقى السيد منذر بودن، نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني في الجزائر، كلمة بارزة أكّد فيها على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص كوسيلة استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة. هذا الخطاب جاء في وقت حاسم، حيث تسعى الجزائر لتعزيز جهودها التنموية في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.

السيد بودن شدد على أن القطاع الخاص، بمختلف مكوناته بدءًا من الشركات المتناهية الصغر وصولًا إلى المؤسسات الكبرى، يلعب دورًا محوريًا في تحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل. وهو ما يؤكد أهمية الاستثمار الخاص في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. أضاف أن الدراسات العالمية أثبتت أن إشراك القطاع الخاص في التخطيط لأهداف التنمية يساهم بشكل كبير في تحقيق نتائج أفضل، لافتًا إلى ضرورة التنسيق بين القطاعين العام والخاص لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.

كما أوضح أن الشراكة بين القطاعين العام والخاص توفر استخدامًا أكثر كفاءة للموارد، مما يزيد من قدرة الدول على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية. وأضاف أن هذا التعاون يمكن أن يمثل أداة استراتيجية في تحقيق التنمية المستدامة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

وفي إطار الجهود الجزائرية لتحقيق التنمية المستدامة، أكد السيد بودن أن الحكومة الجزائرية تواصل توجيه مواردها العمومية لتطوير قطاعات حيوية مثل التربية، الصحة، السكن، والكهرباء، والمياه. وفي هذا الصدد، لفت إلى أن الجزائر قد أطلقت مبادرات لتعزيز الشراكة بين القطاعين، خاصة من خلال قانون المالية لسنة 2015 الذي يفتح المجال للاستثمار المشترك بين القطاعين العام والخاص في المشاريع الكبرى.

من جهة أخرى، أبرز السيد بودن أهمية التشريعات التي تم إصدارها لتسهيل مشاركة القطاع الخاص، مثل آلية الصكوك السيادية، التي تسمح بتمويل المشاريع التجارية عبر نموذج حق الانتفاع، دون تحميل الميزانية العمومية أعباء مالية إضافية. وهو ما يعكس رؤية الجزائر في تعزيز البيئة الاستثمارية الجاذبة وتوفير بنية تحتية متطورة تشجع على الاستثمار.

أما على الصعيد الإقليمي، فقد أكد بودن التزام الجزائر بتعزيز التنمية في القارة الإفريقية. وقد ذكّر بمشاريع كبرى تسهم في تعزيز التكامل الإقليمي، مثل طريق الوحدة الإفريقية ومد خطوط السكك الحديدية والطرق التي تربط الجزائر بالدول المجاورة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاندماج الاقتصادي في القارة.

وفي ختام كلمته، طرح السيد بودن تساؤلًا جوهريًا حول مسؤولية الدول التي استعمرت إفريقيا واستفادت من ثرواتها على مر العصور، داعيًا إياها إلى المساهمة في دعم البنية التحتية لتحقيق تنمية مستدامة في القارة الإفريقية. وشدد على أن تحقيق التنمية الشاملة يتطلب التزامًا دوليًا حقيقيًا، قائمًا على التعاون والإنصاف، لضمان مستقبل اقتصادي متوازن يعزز العدالة الاجتماعية والاقتصادية.

خلاصة: خطاب السيد منذر بودن في الجلسات البرلمانية للأمم المتحدة جاء ليؤكد على الدور الحيوي للشراكة بين القطاعين العام والخاص في تحقيق التنمية المستدامة، مستعرضًا جهود الجزائر في هذا المجال ومؤكدًا على أهمية التعاون الإقليمي والدولي.ش ع

Exit mobile version