حماس ترفض تمديد المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة مع إسرائيل

 في خطوة غير متوقعة، أعلنت حركة حماس السبت رفضها تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار “بالصيغة” التي اقترحتها إسرائيل، وهو ما يعكس تصعيدًا في التوترات مع الدولة العبرية. وفقًا لتصريحات المتحدث باسم حماس، حازم قاسم، التي نقلتها وكالة رويترز، تنتهي المرحلة الأولى من الاتفاق في اليوم ذاته، ما يعزز التوقعات بتعقيد المفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق.

حماس تضع المسؤولية على إسرائيل

أكد قاسم في تصريحاته أنه لا توجد مفاوضات حالياً بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، موجهًا اللوم لإسرائيل في عرقلة بدء هذه المفاوضات. وقال: “الاحتلال يتحمل مسؤولية عدم بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة”. ويُذكر أن المرحلة الأولى من الهدنة قد استمرت لمدة 42 يومًا، وقد شهدت تبادلًا للرهائن بين الطرفين، حيث أفرجت حماس عن 33 رهينة إسرائيليًا، بينما أفرجت إسرائيل عن نحو 1700 فلسطيني.

مفاوضات المرحلة الثانية: العقبات والتحديات

المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي كان من المفترض أن تبدأ في نفس الوقت الذي تنتهي فيه المرحلة الأولى، تركز على عدة قضايا حساسة. أبرز هذه القضايا هو إعادة جميع الرهائن المتبقين، حيث أكدت حماس استعدادها لإعادة كافة الرهائن “دفعة واحدة” في هذه المرحلة. كما تتضمن المرحلة الثانية بندًا هامًا ينص على انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة ووقف الحرب. لكن الاتهامات المتبادلة بين إسرائيل وحماس بخرق بنود الاتفاق، وكذلك التوترات المستمرة بشأن المساعدات الإنسانية، تساهم في تعقيد التوصل إلى اتفاق حول هذه المرحلة.

المساعدات الإنسانية: أزمة جديدة على الحدود

بينما أدت الهدنة إلى زيادة في المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة، تواجه هذه المساعدات عراقيل كبيرة. تتهم حماس إسرائيل بعرقلة دخول المساعدات إلى القطاع، مشيرة إلى أن شاحنات تحمل مواد غذائية وأدوية قد عُلقت عند الحدود، ولم يسمح لها بالدخول. وأكدت مصادر في الهلال الأحمر المصري أن إسرائيل لم تسمح بدخول أي مساعدات إلى القطاع الجمعة، ما يزيد من التوترات بين الطرفين.

المرحلة الثالثة: إعادة إعمار غزة

فيما يخص المرحلة الثالثة من الاتفاق، والتي من المتوقع أن تركز على إعادة إعمار غزة، تواجه هذه العملية تحديات كبيرة نظرًا لتدمير البنية التحتية الهائل في القطاع بسبب الحرب المستمرة. تشير التقديرات الصادرة عن الأمم المتحدة إلى أن تكلفة إعادة إعمار غزة قد تتجاوز 53 مليار دولار، وهو مشروع ضخم يترقب الجميع مدى إمكانية تنفيذه.

 التوترات مستمرة وتحديات جديدة

يتزامن انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق مع بداية شهر رمضان في غزة والأراضي الفلسطينية، مما يضيف بعدًا إنسانيًا إضافيًا للتطورات. في ظل الوضع الراهن، تظل الفرص متاحة لتحقيق السلام، لكن العوائق السياسية واللوجستية قد تجعل الوصول إلى تسوية دائمة أمرًا صعبًا. ش ع

Exit mobile version