نتنياهو يعرض التفاوض “تحت النار” بعد قتل إسرائيل مئات الفلسطينيين في يوم واحد

نتنياهو يعرض التفاوض “تحت النار” بعد قتل إسرائيل مئات الفلسطينيين في يوم واحد

في وقت تتصاعد فيه وتيرة العنف بين إسرائيل وفلسطين، خاصة في قطاع غزة، عرض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو استئناف المفاوضات مع حركة “حماس” في ظل استمرار العمليات العسكرية العنيفة على الأرض. هذا العرض يأتي بعد تصاعد الهجمات الجوية الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل مئات الفلسطينيين في يوم واحد، مما يزيد من تعقيد الوضع على الساحة الدولية.

فيما تواصل إسرائيل شنّ غاراتها الجوية على القطاع، تتسارع التحركات الدولية للضغط على الأطراف المتصارعة لوقف إطلاق النار. حيث أدان العديد من قادة الدول العربية والعالمية التصعيد الإسرائيلي، داعين إلى وقف فوري للعمليات العسكرية في غزة. الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، شددا على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي، داعين إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وضمان حماية المدنيين في القطاع المحاصر.

“حماس لم نغلق باب التفاوض

من جانبها، أكدت حركة “حماس” أنها لم تغلق باب التفاوض مع إسرائيل، لكنها أشارت إلى أن استمرار القصف الإسرائيلي يعد انتهاكاً صارخاً لاتفاق وقف النار الذي تم التوصل إليه سابقاً. وقال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، في تصريحات لـ”الشرق”: “إن انتهاك إسرائيل لهذا الاتفاق واضح وفاضح، وإننا نواصل التواصل مع الوسطاء الدوليين بهدف إجبار الاحتلال على احترام التزاماته”.

وأضاف النونو أن الحركة ترفض أي اتفاقات جديدة ما دام هناك اتفاق قائم، قائلاً: “لا حاجة إلى اتفاقات جديدة في ظل وجود اتفاق موقع من جميع الأطراف”، مؤكداً أن “حماس” لا تزال ملتزمة بالحلول السياسية رغم القصف المستمر.

دعوات دولية لوقف التصعيد وتحقيق العدالة

وقد حذّر المسؤولون في دولة الإمارات العربية المتحدة من تصاعد العنف، حيث أدانت وزارة الخارجية الإماراتية بشدة الغارات الإسرائيلية على غزة. ووصفتها بأنها تعد انتهاكاً واضحاً للهدنة الموقعة في يناير الماضي، مؤكدة على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات عاجلة لوقف التصعيد.

وفي ذات السياق، طالبت الإمارات بضرورة فتح المعابر وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، مشددة على أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى مزيد من المعاناة الإنسانية ويغذي العنف في المنطقة.

الضغط الدولي على إسرائيل يزداد

مع استمرار القصف الإسرائيلي في غزة، تزداد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية. المجتمع الدولي، بما في ذلك دول مثل مصر والبحرين والإمارات، يطالب باتخاذ خطوات فورية لإنهاء العنف وإعادة إحياء عملية السلام. من المتوقع أن تتواصل التحركات السياسية والدبلوماسية في الأيام المقبلة، وسط أمل ضعيف في أن تجد الأطراف المتنازعة طريقًا نحو تهدئة دائمة.

تجدد الأمل في التوصل إلى حل دائم لا يزال بعيد المنال في ظل التوترات المتصاعدة، بينما يواصل المدنيون في غزة دفع ثمن هذه الحروب المستمرة.

تصعيد إسرائيلي جديد في غزة وتداعياته الدولية

شهد قطاع غزة، الثلاثاء، استئنافًا واسعًا للحملة العسكرية الإسرائيلية، التي أسفرت عن مقتل نحو 400 شخص وإصابة مئات آخرين، في إطار تصعيد دامٍ يعيد المنطقة إلى دائرة العنف المتواصل. ويأتي هذا التصعيد بعد محاولات متعددة لتهدئة الأوضاع، إذ أكّد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في تصريحات صحافية، أن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ستستمر “تحت النار”، مشددًا على أن “الحرب مستمرة حتى يتم تحرير كافة المحتجزين”. وأضاف أن “الضغط العسكري هو شرط حيوي” لتحقيق الأهداف العسكرية لإسرائيل، والتي تشمل “القضاء على حركة حماس” و”إعادة جميع المحتجزين”، مؤكدًا أن إسرائيل ستواصل ضغطها العسكري على حماس في الأيام المقبلة.

مجازر جديدة وأزمة إنسانية

في الوقت الذي تتسارع فيه الهجمات الجوية الإسرائيلية، لفتت منظمة اليونيسف إلى الأوضاع المأساوية في غزة، مشيرةً إلى أن “أكثر من 130 طفلاً قتلوا في القصف الإسرائيلي، وهو أكبر عدد من الضحايا الأطفال في يوم واحد”. وأكدت المنظمة أن الغارات أصابت أيضًا ملاجئ كانت تأوي عائلات وأطفالاً، داعيةً إلى إعادة تفعيل وقف إطلاق النار بشكل فوري لتخفيف المعاناة الإنسانية.

من جانبها، أدانت الرئاسة الفلسطينية استئناف العدوان الإسرائيلي، وطالبت المجتمع الدولي، لا سيما الولايات المتحدة، بالضغط على إسرائيل لوقف الهجمات الوحشية التي خلّفت أكثر من 1000 شهيد وجريح، وفق بيانها الرسمي. كما أكدت الرئاسة أن هذه المجازر تضرب الجهود الدولية الرامية لتثبيت التهدئة وتحقيق السلام.

المواقف الدولية: تضارب وتوترات

على الصعيد الدولي، توالت الإدانات لهذا التصعيد من العديد من الدول والمنظمات. الصين نددت بشدة بالتصعيد الإسرائيلي، داعيةً تل أبيب للسماح بدخول المساعدات الإنسانية فورًا إلى القطاع المحاصر. وفي المقابل، حملت الولايات المتحدة حركة حماس المسؤولية عن استئناف الأعمال القتالية، وأكدت دعمها الكامل لإسرائيل في خطواتها العسكرية.

وفي إشارة إلى الدعم الأميركي، أشار وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إلى أن العملية العسكرية كانت مدعومة من قبل واشنطن، مضيفًا أن “هذا ليس هجومًا ليوم واحد”، وأن إسرائيل ستستمر في حملتها العسكرية على غزة في الأيام المقبلة.

من جانبها، أدانت وزارة الخارجية العراقية العمليات العسكرية الإسرائيلية، معتبرةً أنها تشكل “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي”، داعيةً المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لحماية المدنيين الفلسطينيين.

مع استمرار الهجمات الجوية الإسرائيلية في قطاع غزة، يتصاعد الضغط الدولي على إسرائيل لوقف التصعيد العسكري وفتح المجال للمساعدات الإنسانية. لكن في المقابل، تبدو الأمور أكثر تعقيدًا على الأرض، حيث تواصل إسرائيل تأكيد عزمها على تحقيق أهدافها العسكرية، بينما يدفع المدنيون في غزة الثمن الأكبر من هذا النزاع المستمر.

. أبرز النقاط التي تم الإبلاغ عنها تتضمن:

تشير هذه التطورات إلى استمرار المواجهات العسكرية وتصاعد التوترات على الصعيدين الإقليمي والدولي، مع دعوات مستمرة من المجتمع الدولي للضغط من أجل وقف العنف وتحقيق التهدئة.

إيران حملت الولايات المتحدة مسؤولية استمرارية العنف، بينما دعت تركيا إلى موقف دولي حازم ضد الهجمات الإسرائيلية، مشيرة إلى انتقال إسرائيل إلى “مرحلة جديدة في سياسة الإبادة الجماعية”. كما أكد رئيس وزراء الأردن أن الهجمات الإسرائيلية تمثل “حربًا على الإنسانية”.

من جانبها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من استئناف الغارات، مؤكدة أن إسرائيل قد تكون ارتكبت جريمة حرب من خلال نقل سكانها إلى الأراضي المحتلة. هذا بالإضافة إلى الإدانة الواسعة التي عبرت عنها عدة دول، بما في ذلك مصر وروسيا والصين، ونددوا بالقصف الذي استهدف المدنيين ونتائج ذلك المدمرة على الأمن والاستقرار الإقليمي.  ش ع

Exit mobile version