في ختام قمة في لندن حول الأمن الأوروبي والحرب في أوكرانيا، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، على ضرورة إعادة تسليح أوروبا بشكل “عاجل”. وأوضحت في تصريحاتها الصحفية أنها ستعرض “خطة شاملة” لإعادة تسليح القارة الأوروبية في قمة دفاعية خاصة بالاتحاد الأوروبي، من المقرر عقدها يوم الخميس المقبل. هذه القمة تأتي في وقت حساس، حيث تتزايد المخاوف في أوروبا من السياسة الخارجية الجديدة للولايات المتحدة مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مجددًا.
المخاوف الأمنية وتعزيز الإنفاق الدفاعي
أشارت فون دير لايين إلى أهمية زيادة الإنفاق الدفاعي في أوروبا على المدى الطويل، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المتقلبة في المنطقة. وقالت إن من الضروري الاستعداد للأسوأ في هذه المرحلة، موضحة أن أوروبا بحاجة إلى الاستعداد لمواجهة التحديات المقبلة من خلال تقوية دفاعاتها. وأضافت “من المهم الآن أن نزيد إنفاقنا الدفاعي في أوروبا وأن نستعد للأسوأ”.
وفي السياق ذاته، شددت على أن أمن أوروبا يتطلب مزيدًا من التعاون بين الدول الأوروبية، مع تأكيد على أن الاتحاد الأوروبي سيظل ملتزمًا بالدفاع عن الديمقراطية ومبادئ دولة القانون. وأكدت أن هناك ضرورة لوقف الحروب المستقبلية، وأكدت أن من مصلحة الجميع أن لا يتم غزو البلدان المجاورة أو تغيير الحدود بالقوة.
قمة لندن: ضمانات أمنية جديدة
شهدت القمة الحاسمة في لندن حضور قادة الدول الحليفة لأوكرانيا، حيث تم التركيز على الضمانات الأمنية الجديدة لأوروبا في ضوء التصعيد السياسي بعد وصول ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة. كما كانت واقعة حديث ترامب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض قد أثارت موجة من القلق في الأوساط الأوروبية، مما دفع القادة الأوروبيين للتأكيد على الحاجة إلى تقوية دفاعاتهم.
وأثناء القمة، أكد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إلى جانب الرئيس الأوكراني زيلينسكي، على أهمية تكثيف الجهود لتعزيز الأمن الأوروبي. كما تحدث ستارمر عن التعاون بين المملكة المتحدة وفرنسا لوضع “خطة لوقف القتال” بين أوكرانيا وروسيا، وهو أمر سيجري مناقشته مع الولايات المتحدة في وقت لاحق.
رسالة إلى الولايات المتحدة
عندما تم سؤال فون دير لايين عن الرسالة التي تود بعثها إلى الولايات المتحدة، أكدت أن “من مصلحتنا المشتركة منع الحروب في المستقبل”، مشددة على أهمية التكاتف بين حلفاء أوروبا وأمريكا للحفاظ على الاستقرار العالمي. كما أكدت على أن أوروبا لن تتوانى في الدفاع عن حدودها وديمقراطياتها في وجه التحديات الخارجية.
إن هذه التطورات تأتي في وقت حاسم بالنسبة للأمن الأوروبي، حيث يعمل قادة القارة على تعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة التهديدات المحتملة، مع التركيز على الحاجة إلى خطط أمنية جديدة في ظل التغيرات المتسارعة في السياسة الدولية. ش ع