عقدت لجنة الإسكان والتجهيز والري والتهيئة العمرانية، برئاسة السيد حاتم دحماني، مساء اليوم الأحد 27 أفريل 2025، اجتماعا، بمقر المجلس الشعبي الوطني، خصص للاستماع إلى عرض قدمه السيد طه دربال، وزير الري، و بحضور السيدة كوثر كريكو، وزيرة العلاقات مع البرلمان، إلى جانب السيد تومي عبد الغني، رئيس المجموعة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي.
في مستهل الاجتماع، نوه السيد دحماني، بأن هذه الجلسة تهدف إلى الاطلاع على واقع قطاع المياه في البلاد والإنجازات التي يعرفها، تماشيا مع توجيهات رئيس الجمهورية الذي حرص على إعطاء أهمية كبيرة للخدمة العمومية خاصة منها ما تعلق بتزويد المواطنين بالمياه الصالحة للشرب، كون توفير الماء يدخل ضمن الأمن القومي لأي بلد.
وفي سياق آخر، أكد رئيس اللجنة، على أن قطاع الري قد أولى أهمية كبيرة لمجال التطهير من خلال إنجاز محطات تصفية المياه المستعملة بعدة ولايات وكذا عصرنة وتطوير أنظمة التطهير، قصد حماية البيئة والمحميات الطبيعية والمياه الجوفية من خطر المياه المستعملة، فضلا عن توفير مياه صالحة للسقي.
وخلال مداخلته، أكد وزير الري على أهمية الامن المائي و آفاقه في البلاد في المرحلة الحالية، أين أضحى تحقيقه من أولويات الحكومة، و ذلك بفضل التوجيهات السامية للسيد رئيس الجمهورية، بقطع أشواط كبيرة، قصد استدامة الأمن المائي و الابتعاد عن الآثار السلبية للتغيرات المناخية التي تهدد جل دول العالم، و بالأخص دول حوض البحر الأبيض المتوسط، بما فيها الجزائر، و التي صنفها الخبراء و المختصون ضمن المناطق الأكثر تضررا من ظاهرة التغيرات المناخية، مشيرا في نفس السياق إلى جهود السلطات العليا للبلاد في اتخاذ عدة إجراءات و حلول مبتكرة من أجل التخفيف من وطأة هذه الأزمة، عبر تحسين وضعية التزويد بالماء الشروب بشكل مستدام و نهائي، و قد ارتكزت هذه الخطط على استراتيجيات تنفذ على المديين القصير و المتوسط، بما فيها
برامج هامة ارتكزت بالأساس على الاعتماد على المياه غير التقليدية، مشيدا في ذات السياق بانجاز 05 محطات كبرى لتحلية مياه البحر على طول الشريط الساحلي، والذي تكفل به كل من قطاعي الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة والري، وفق عمل تنسيقي محكم، يجسد مبدأ العمل الوزاري المشترك و الفعال.
هذا وقد تطرق السيد دربال إلى وضعية و آفاق قطاع الري من أجل تحقيق الأمن المائي، معرجا على الاستثمارات التي أطلقتها الدولة والتي حققت نتائج جد إيجابية، ما جعل الجزائر في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال إقليميا و حتى دوليا.
كما جدد الوزير تأكيده على أن إنجاز هذه المشاريع الاستراتيجية، قد تحقق بالكامل بأيدي جزائرية خالصة، ما يمثل مصدر فخر واعتزاز للوطن، حيث برهنت الكفاءات الوطنية الشابة عن كفاءة عالية في إدارة هذه المشاريع الحيوية، مما يعزز السيادة التكنولوجية ويؤكد قدرة الجزائر على تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجالات التنموية الكبرى.
بعد الانتهاء من العرض، أثنى السادة أعضاء لجنة الإسكان والتجهيز والري والتهيئة العمرانية، على تدشين المحطات الخمس لتحلية مياه البحر التي قام بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، مؤكدين على ضرورة متابعة الحكومة للانشغالات المحلية، خاصة في المناطق التي لا تزال تعاني من النقص الكبير في تزويد المياه الصالحة للشرب.
شعيب محمدي