الجزائر – تحضيرا للجلسة العلنية العامة التي ستُعقد يوم الإثنين 19 مايو 2025، عقد رئيس مجلس الأمة، السيد صالح ڨوجيل، صبيحة الأحد 18 مايو، اجتماعا تنسيقيا هاما مع رؤساء المجموعات البرلمانية وممثلي التشكيلات السياسية الممثلة في المجلس، في آخر نشاط رسمي له على رأس الغرفة العليا للبرلمان.
الاجتماع تناول جدول أعمال الجلسة المرتقبة، والتي ستخصص لتنصيب أعضاء مجلس الأمة الجدد، سواء المنتخبين أو المعيّنين، إضافة إلى انتخاب رئيس جديد للمجلس في إطار التجديد النصفي لتشكيلة سنة 2025، وذلك عملاً بأحكام المادتين 133 و134 من الدستور، والمواد من 2 إلى 5 من النظام الداخلي للمجلس.
وأكد البيان الصادر عن مجلس الأمة أن هذه الجلسة ستنقسم إلى بندين رئيسيين، الأول يتعلق بالمناداة الاسمية للأعضاء الجدد طبقاً لإعلان المحكمة الدستورية والمرسوم الرئاسي المتعلق بالتعيينات، أما البند الثاني فسيُخصص لانتخاب رئيس جديد للمجلس، خلفاً للسيد ڨوجيل الذي تولى المنصب منذ أفريل 2019.
وفي كلمته المؤثرة الموجهة لأعضاء المجلس، عبّر صالح ڨوجيل عن اعتزازه بالثقة التي منحه إياها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والتي مكنته من مواصلة خدمة الوطن في مرحلة انتقالية دقيقة، أعقبت الحراك الشعبي السلمي، وشهدت ميلاد ما وصفه بـ”الجزائر الجديدة”.
وقال ڨوجيل في كلمته:
“لقد عملت طيلة عهدتي على تجسيد تطلعات الشعب وتكريس الديمقراطية… وسعيت أن يكون مجلس الأمة منبراً للحقيقة والتاريخ، ومواكِباً لمشروع الجزائر النوفمبرية الجديدة تحت قيادة وطنية رشيدة.”
كما عبّر عن فخره بمسيرته الطويلة، التي بدأت في صفوف الحركة الوطنية، ثم جيش التحرير الوطني، وتوّجت بمسؤوليات عليا داخل مؤسسات الدولة. وختم كلمته بتوديع أعضاء المجلس قائلاً:
“أغادر مطمئن القلب… وأوصيكم بوصية الشهداء: اتهلاو في الجزائر.”
وقد تركت كلمته أثراً كبيراً بين الحضور، حيث اتسمت بالتقدير، الاعتراف، والوفاء للمؤسسات وللمجاهدين ولرسالة نوفمبر التي قال إنها “عادت بقوة في جزائر شامخة وكاملة السيادة”.
هذا، وتترقب الأوساط السياسية والإعلامية مجريات الجلسة المقبلة، خاصة في ما يتعلق بتركيبة المجلس الجديدة وهوية رئيسه القادم، في سياق سياسي يتميّز بتجدد مؤسسات الدولة واستمرار الإصلاحات التي أطلقها رئيس الجمهورية.