غزة – 26 مايو 2025
في تطور سياسي لافت، كشفت مصادر مطلعة للجزيرة عن توصل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى اتفاق مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، خلال مفاوضات في الدوحة، بشأن وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، بينما أظهرت الحكومة الإسرائيلية رفضاً أولياً لصيغة الاتفاق.
تفاصيل الاتفاق المقترح
يتضمن الاتفاق – بحسب المصادر – عدة بنود جوهرية، أبرزها:
-
وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، يتضمن إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين على دفعتين (5 في اليوم الأول و5 في اليوم الستين)، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين وجثث.
-
انسحاب إسرائيلي من مناطق واسعة في قطاع غزة (الشرقية والشمالية والجنوبية) في اليوم الخامس من بدء التهدئة.
-
إدخال المساعدات الإنسانية بلا شروط، بمعدل 1000 شاحنة يوميًا، اعتبارًا من اليوم الأول.
-
تعهد أميركي بقيادة مفاوضات جادة لوقف دائم للعدوان وضمان عدم استئناف العمليات العسكرية خلال فترة التهدئة.
-
ضمانات أميركية لاستمرار وقف إطلاق النار حتى بعد انتهاء الستين يوماً، في حال تعثرت المفاوضات.
ضغوط أميركية وتضارب في التصريحات
المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف قال إن إسرائيل وافقت على المقترح، لكن مصادر إسرائيلية – منها القناة 14 وهيئة البث الرسمية – نفت ذلك، وذكرت أن حكومة نتنياهو رفضت ما وصفته بـ”مقترح حماس”، الذي قد يُفهم على أنه نهاية للحرب دون تفاوض مستقبلي.
وبحسب تسريبات لموقع أكسيوس الأميركي، فإن رجل الأعمال الأميركي الفلسطيني بشارة بحبح تولى إدارة المفاوضات في الدوحة نيابة عن ويتكوف، ووافق على صيغة تقضي بإطلاق 10 أسرى ووقف إطلاق النار 60 يومًا، لكن إسرائيل رفضت هذه الصيغة بالكامل، لأنها تفتح الباب لوقف الحرب دون ضمان استمرار العمليات ضد حماس.
نتنياهو يماطل
ورغم قوله إنه “يأمل في إعلان خبر سار بشأن الأسرى خلال يوم أو يومين”، إلا أن مصادر إسرائيلية شككت في صدقية هذا التصريح، مؤكدة أن المحادثات لم تحقق أي تقدم فعلي.
تحليل سياسي: “فرصة أخيرة”
يرى المحلل السياسي إبراهيم المدهون أن موافقة حماس على المبادرة لم تكن سهلة، لكنها خطوة مسؤولة لإنقاذ ما تبقى من المدنيين في قطاع غزة، بعد أكثر من 600 يوم من القتل والتدمير.
وقال المدهون إن حماس سعت للحصول على تعهد شخصي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، باعتباره الطرف الوحيد القادر على الضغط على حكومة نتنياهو، مضيفاً أن الضمانات الأميركية تشكل عنصرًا حاسمًا لنجاح الاتفاق.
حسابات نتنياهو… وعقبة “نزع السلاح”
في المقابل، تتعثر المفاوضات بسبب إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب و”نزع سلاح المقاومة”، وهو شرط ترفضه الفصائل الفلسطينية رفضًا قاطعًا طالما استمر الاحتلال.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود 58 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، بينهم 20 أحياء، بينما يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 10,100 أسير فلسطيني، يعانون أوضاعًا إنسانية كارثية وفق تقارير حقوقية.
خلاصة:
المبادرة الأميركية التي قبلتها حماس قد تمثل نافذة لإنهاء الحرب، لكنها تصطدم حتى اللحظة بـ رفض إسرائيلي سياسي وأمني، ما يُبقي مصير وقف إطلاق النار معلقًا، وسط ضغوط أميركية متزايدة، وتطلعات شعبية لإنهاء شلال الدم في غزة. ش علي