برلين – 26 مايو 2025
في تصريحات وُصفت بالجريئة، حذّرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد من “تصدّع خطير” يهدد النظام الاقتصادي العالمي القائم، معتبرة أن أوروبا باتت أمام تحدٍّ مصيري في ظل تصاعد الحمائية وتراجع التعاون الدولي. وفي هذا السياق، طرحت لاغارد فكرة تحوّل اليورو إلى عملة احتياطي عالمي كبديل محتمل للدولار الأمريكي.
خلال خطابها في “كلية هرتي” بالعاصمة الألمانية برلين، أكدت لاغارد أن “الاقتصاد العالمي ازدهر لعقود تحت مظلة نظام تجاري مفتوح تقوده واشنطن والدولار”، إلا أن هذا النظام، بحسب تعبيرها، “بدأ يتفكك بفعل توترات جيوسياسية وقرارات اقتصادية أحادية الجانب، لا سيما من جانب الولايات المتحدة”.
ولم تتردد لاغارد في توجيه انتقادات واضحة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفة لغته تجاه الاتحاد الأوروبي بـ”الفظيعة”، في إشارة إلى تصريحاته المتكررة التي وصفت الاتحاد بأنه “تكتل أنشئ لاستغلال أمريكا”.
وشددت لاغارد على أن تفكك النظام الحالي، وتراجع الدور المهيمن للدولار، من شأنه أن يفتح الباب أمام اليورو ليؤدي دوراً أكبر على الساحة الدولية. ورأت أن تعاظم هذا الدور “سيعزز الاستقلال المالي للاتحاد الأوروبي، ويقلل من تكلفة الديون، ويحميه من تقلبات أسعار الصرف العالمية”.
مع ذلك، لم تُخف لاغارد حجم التحديات، مؤكدة أن هذا التحول يتطلب التزاماً أوروبياً ثابتاً بالتجارة الحرة، وتحديث الإمكانات الدفاعية، وتقوية البنية الاقتصادية واحترام سيادة القانون داخل الاتحاد. وقالت: “أن تكون لنا اليد العليا في صياغة مصيرنا، فهذا حق لا يُمنح، بل يُكتسب بالجهد والجدارة”.
تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه المخاوف من عودة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، وسط تهديدات أمريكية بفرض رسوم جمركية جديدة، ما يُنذر بإعادة تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي. ش علي