تتّجه أنظار عشاق كرة القدم عبر العالم إلى مدينة ميونيخ الألمانية مساء السبت، حيث يحتضن ملعب “أليانتس أرينا” نهائي دوري أبطال أوروبا بين باريس سان جرمان الفرنسي وإنتر ميلان الإيطالي، في لقاء يحمل في طيّاته أبعادًا تاريخية وطموحات متجذرة في وجدان جماهير الفريقين، وخصوصًا جماهير باريس التي تنتظر منذ سنوات لحظة رفع الكأس ذات الأذنين.
ميونيخ… أرض البدايات الأوروبية
ليست هذه المرة الأولى التي تكون فيها ميونيخ شاهدة على ولادة بطل جديد. فقد سبق وأن احتضنت المدينة البافارية أربع نهائيات حاسمة، توّجت جميعها أندية لم يسبق لها الفوز باللقب الأوروبي من قبل:
-
1979: نوتنغهام فورست يفوز على مالمو ويُتوَّج للمرة الأولى.
-
1993: مرسيليا يُحرز أول لقب فرنسي على حساب ميلان.
-
1997: بوروسيا دورتموند يُسقط يوفنتوس ويتوج للمرة الأولى.
-
2012: تشلسي ينتصر بركلات الترجيح أمام بايرن ميونيخ على أرضه.
في كل مرة، لعبت ميونيخ دور “المنصة” التي انطلق منها فريق إلى المجد القاري، فهل يفعلها باريس سان جرمان هذه المرة؟
باريس سان جرمان… الفرصة الذهبية
يدخل الفريق الباريسي اللقاء بتوليفة متكاملة من النجوم، يقودهم المدرب الإسباني لويس إنريكي الذي أحدث ثورة تكتيكية منذ توليه زمام الفريق. وبين طموح الدولي المغربي أشرف حكيمي، المتوّج بجائزة “مارك-فيفيان فوي” لأفضل لاعب إفريقي في الدوري الفرنسي، وتألق عثمان ديمبيليه الذي أصبح أحد أبرز مرشحي الكرة الذهبية، يبدو أن الظروف باتت مواتية لتحقيق الحلم المؤجل.
قال ديمبيليه مؤخرًا: “نريد أن نصنع التاريخ. حان الوقت ليفوز باريس سان جرمان بدوري أبطال أوروبا”. ويبدو أن عقلية المجموعة تغيّرت فعليًا هذا الموسم من مجرّد الحلم إلى الإيمان بإمكانية تحقيقه.
إنتر ميلان… التقاليد الأوروبية الحاضرة
في المقابل، يخوض إنتر ميلان الإيطالي النهائي بتاريخه العريق وثقافة الانتصارات، بعد أن توج باللقب القاري ثلاث مرات، كان آخرها عام 2010. بقيادة المدرب سيموني إنزاغي، يسعى “النيراتزوري” إلى إعادة المجد إلى مدينة ميلانو وتأكيد الحضور الإيطالي في القمم الأوروبية.
نهائي منتظر… وتاريخ يُكتب من جديد؟
سواء ابتسمت ميونيخ لباريس ودوّن اسمه أخيرًا في سجل الأبطال، أو استعاد إنتر بريقه القاري، فإن سهرة السبت تعد بأن تكون ليلة لا تُنسى في تاريخ دوري أبطال أوروبا.
ويبقى السؤال:
هل تفتح ميونيخ أبوابها للمجد الباريسي؟
أم أن الخبرة الإيطالية ستُبقي الحلم معلقًا لباريس سان جرمان عامًا آخر؟ ش علي