11 مايو 2025 – آسيا
عقب أيام من القتال العنيف، عاد الهدوء الحذر إلى الحدود بين الهند وباكستان يوم الأحد، بعد أن تمكنت الوساطة الأمريكية من إرساء هدنة بين البلدين النوويين. ورغم التوقف المؤقت للأعمال القتالية، تبادل الطرفان اتهامات بخرق الهدنة، مما يبقي الوضع هشًا ويثير مخاوف من تصاعد التوترات.
تفاصيل المعارك والوساطة
القتال بين الهند وباكستان استمر على مدار أربعة أيام منذ الأربعاء، مع تبادل القصف المدفعي والهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ. المعارك أسفرت عن مقتل نحو 60 مدنيًا من الجانبين، وفقًا لتقديرات جزئية، لكن لم يتم التحقق من دقتها. وعلى الرغم من ذلك، توقفت الأعمال القتالية بعد وساطة أمريكية، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري بين الهند وباكستان، وهو ما لاقى تأكيدًا من الجانبين.
التصعيد والاتهامات المتبادلة
إلا أن الوضع لم يستقر تمامًا، حيث اتهمت الهند باكستان بخرق الهدنة وإطلاق النار المتكرر على المواقع الهندية، بينما ردت باكستان بأنها تعرضت أيضًا لخرق الهدنة من قبل الهند. كما أفاد شهود عيان في مدينة سريناغار الهندية، الواقعة في كشمير، بسماع انفجارات عنيفة ليلاً بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار. وفي ذات السياق، أكدت باكستان أنها ملتزمة بالهدنة، في حين شددت الهند على ردها على ما وصفته بـ “الانتهاكات المتكررة”.
الوضع في كشمير
كان التوتر قد بدأ في 22 أبريل الماضي بعد هجوم مسلح في الشطر الهندي من كشمير أسفر عن مقتل 26 شخصًا. ووجهت الهند الاتهام إلى جماعة “عسكر طيبة” التي تتخذ من باكستان مقرًا لها، لكن باكستان نفت أي علاقة لها بالهجوم ودعت إلى إجراء تحقيق مستقل. وبعد ذلك، قامت الهند بتنفيذ غارات جوية على أهداف داخل باكستان، مما دفع الوضع إلى التصعيد.
ردود الفعل الدولية
رحبت المجتمع الدولي بالإعلان عن وقف إطلاق النار، حيث أشادت لندن وباريس بالقرار، بينما عبر الأمين العام للأمم المتحدة عن أمله في أن يتحقق السلام الدائم بين البلدين. وفي الوقت نفسه، قال الوزير الأمريكي ماركو روبيو إن الهند وباكستان اتفقتا على بدء محادثات في مكان محايد لمناقشة قضايا متعددة. ومع ذلك، حذر العديد من الخبراء من أن التوترات ما تزال مرتفعة، مؤكدين أن الوضع في كشمير سيظل صعبًا ومتوتراً.
خطر التصعيد
حذر برافين دونتي، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، من أن أي تقدم إيجابي في العلاقات الثنائية بين الهند وباكستان لم يتحقق منذ عام 2019، مشيرًا إلى أن الوضع سيبقى في مأزق شديد مع استمرار خطر التصعيد بين القوتين النوويتين.ش ع