مقتل 40 جنديًا ماليًا في هجوم على معسكر ديورا وسط تصاعد هجمات الجماعات المسلحة

باماكو –

قُتل ما لا يقل عن 40 جنديًا ماليًا، بينهم قائد معسكر ديورا ونائبه، في هجوم مسلح عنيف نفذته جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة، يوم السبت، على قاعدة عسكرية وسط مالي في منطقة موبيتي.

الهجوم والأوضاع الميدانية

ووفق مصادر أمنية ومحلية، بدأ الهجوم بعد منتصف النهار، واستمر حتى ليلة الأحد، حيث سيطر المسلحون على المعسكر وتجولوا بينه وبين مركز مدينة ديورا، دون أي تدخل يُذكر من الجيش المالي.

وأكدت الجماعة مسؤوليتها عن الهجوم عبر مقاطع فيديو نشرتها، تُظهر جثث جنود ماليين ومشاهد لاستيلاء المقاتلين على أسلحة ومركبات عسكرية. وتُعد هذه القاعدة واحدة من المواقع التي سبق أن استُهدفت في هجمات مماثلة خلال السنوات الماضية، مما دفع الجيش لتعزيزها لوجستيًا منذ العام الماضي، بعد هجوم شنه مقاتلو الطوارق.

غياب الدعم العسكري

ورغم شدة الهجوم وطوله، لم يرسل الجيش المالي أي تعزيزات أو دعم جوي كما كان يفعل في عمليات سابقة، ما أثار تساؤلات حول الجاهزية الميدانية وخطط الاستجابة السريعة لدى القوات المسلحة.

هجمات متزامنة

وفي تطور موازٍ، تعرّضت قاعدة عسكرية في سومبي بمنطقة تمبكتو صباح اليوم لهجوم جوي بالطائرات المسيّرة، نفذته جبهة تحرير أزواد، دون صدور بيان رسمي بشأن الخسائر البشرية والمادية حتى الآن.

خلفية سياسية وأمنية

وتأتي هذه التطورات وسط استمرار حالة عدم الاستقرار في مالي منذ انقلاب 2021 الذي أوصل العقيد عاصمي غويتا إلى الحكم. ورغم وعوده بتنظيم انتخابات واستعادة الأمن، تشهد البلاد تصاعدًا في هجمات الجماعات المسلحة، وتراجعًا في قدرة الدولة على السيطرة على وسط وشمال البلاد.


خلاصة المشهد:

هجوم ديورا الدامي يسلّط الضوء مجددًا على الهشاشة الأمنية في مالي، وتزايد نفوذ الجماعات المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش، في ظل انسحاب القوات الدولية، وانقسام داخلي بين الجماعات الطوارقية والمجلس العسكري الحاكم، ما ينذر بمزيد من التصعيد في الفترة المقبلة.

Exit mobile version