الحرب بين إسرائيل وإيران تشتد وترامب يدعو طهران إلى “استسلام غير مشروط”

الشرق الأوسط – الثلاثاء 18 يونيو 2025

دخلت الحرب بين إسرائيل وإيران يومها الخامس وسط تصعيد عسكري غير مسبوق، وظهور ملامح تحول حاد في الموقف الأمريكي مع إعلان الرئيس دونالد ترامب أن صبر بلاده “بدأ ينفد”، داعياً إيران إلى “استسلام غير مشروط”، ما ينذر بانخراط أمريكي مباشر في النزاع المتفجر.

انفجارات في طهران وتل أبيب وإغلاق السفارات الأمريكية

شهدت العاصمة الإيرانية طهران مساء الثلاثاء انفجاراً قوياً هز ضواحيها، بالتزامن مع موجة هجمات صاروخية متبادلة بين الطرفين. وقال الجيش الإسرائيلي إنه شن عمليات نوعية استهدفت منشآت عسكرية داخل إيران، محذراً سكان منطقة محددة في طهران من البقاء فيها.

وفي مؤشر على خطورة التصعيد، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إغلاق سفارتها في القدس وقنصلياتها في تل أبيب ابتداء من الأربعاء، بسبب “الوضع الأمني المتدهور”، حسب بيان رسمي.

ضربات متبادلة وأضرار بمواقع نووية

أكد الجيش الإيراني استهداف مواقع استخباراتية إسرائيلية في تل أبيب، بينما ردت إسرائيل بسلسلة غارات على مواقع عسكرية غرب وشمال إيران. وشهدت مدن أصفهان وتبريز ونطنز دوي انفجارات عنيفة، فيما ذكرت وكالة الطاقة الذرية أن قاعات التخصيب في نطنز تعرضت لأضرار “مباشرة”، دون تسجيل تغييرات في منشأتي فوردو وأصفهان.

في المقابل، اعترضت أنظمة القبة الحديدية الإسرائيلية وابلًا جديدًا من الصواريخ، فيما تم إطلاق صافرات الإنذار في تل أبيب وديمونا وحيفا.

وأعلنت إيران سقوط 224 قتيلاً بينهم مدنيون، في حين قُتل 24 شخصًا في إسرائيل.

ترامب يصعّد: استسلام أو مواجهة

في تحول لافت، أعلن الرئيس دونالد ترامب رفضه لتقييم جهاز الاستخبارات الأمريكية القائل إن إيران لم تبدأ إنتاج سلاح نووي بعد، وصرّح بأن طهران “قريبة جدًا” من امتلاك رأس نووي. وأضاف: “المرشد الأعلى هدف سهل… لن نقتله، على الأقل ليس الآن”.

وكتب لاحقًا على منصته “تروث سوشال”:

“نحن لا نبحث عن وقف لإطلاق النار. نبحث عن نهاية. نبحث عن استسلام غير مشروط”.

وأشار إلى “سيطرة جوية كاملة على الأجواء الإيرانية”، في تصريحات اعتبرها مراقبون تمهيدًا لتدخل أمريكي عسكري مباشر.

تحركات دبلوماسية ومخاوف من انفجار إقليمي

في خضم هذه التطورات، تباينت ردود الفعل الدولية، إذ دعت الإمارات ومصر والصين إلى وقف فوري لإطلاق النار، بينما اتهمت بكين ترامب بـ”صب الزيت على النار”، وأكدت روسيا أن الغارات الإسرائيلية “غير قانونية”.

وعلى هامش قمة مجموعة السبع، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن “السعي لتغيير النظام في إيران سيكون خطأ استراتيجياً”، محذرًا من “انفجار إقليمي قد يخرج عن السيطرة”.

في المقابل، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن ترامب لم يبلّغ الحلفاء بأي نية أمريكية للدخول عسكريًا، مضيفًا أن بيان مجموعة السبع ركّز على “التهدئة والاحتواء”.

مع اتساع رقعة المعارك، وغياب أي تقدم دبلوماسي، تبدو المنطقة أمام مفترق حاسم: إما العودة إلى طاولة الحوار، أو الانزلاق نحو مواجهة إقليمية مفتوحة قد تتجاوز حدود إيران وإسرائيل. ش.علي

Exit mobile version