الولايات المتحدة ترفع الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم إلى 50% تنفيذًا لقرار ترامب

واشنطن – دخل قرار رفع الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات الصلب والألمنيوم حيز التنفيذ صباح اليوم الأربعاء 4 جوان 2025، حيث بلغت نسبتها 50% بدلًا من 25%، في خطوة تهدف إلى حماية الصناعة الوطنية، وذلك تنفيذًا لمرسوم صادر عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

القرار الذي أُعلن عنه نهاية الأسبوع الماضي، دخل حيز التنفيذ في تمام الساعة 00:01 بالتوقيت المحلي، في إطار سياسة ترامب الاقتصادية التي أعاد تفعيلها منذ عودته إلى البيت الأبيض مطلع العام.

ترامب: حماية الصناعة الوطنية “أولوية”

وقال الرئيس ترامب خلال زيارته الأسبوع الماضي لمنشأة صناعية في ولاية بنسلفانيا إن هذا القرار يهدف إلى حماية ما وصفه بـ”الركائز الحيوية للاقتصاد الأمريكي”، مضيفًا:

“نريد التأكد من أن الواردات لا تهدد أمننا القومي، وصناعاتنا ستكون أقوى من أي وقت مضى”.

إعفاء بريطاني مؤقت

رغم تشديد الإجراءات، استثنت واشنطن المملكة المتحدة من الزيادة الجديدة، حيث بقيت الرسوم على صادرات الصلب والألمنيوم البريطانية عند نسبة 25%، إفساحًا للمجال أمام مفاوضات ثنائية قد تفضي إلى اتفاق تجاري شامل.

ورحّبت الحكومة البريطانية بالقرار، مؤكدة التزامها بـ”تحويل التفاهمات المبدئية إلى اتفاق دائم في أقرب وقت”، فيما دعا اتحاد “UK Steel” إلى تسريع وتيرة الاتفاق.

أوروبا تُلوّح بالرد

في المقابل، لم تلقَ الخطوة الأمريكية ترحيبًا من الجانب الأوروبي، إذ لوّحت المفوضية الأوروبية بإجراءات مضادة في حال استهداف المنتجات الأوروبية مجددًا. وجاء ذلك تزامنًا مع اجتماع ممثلي التجارة في دول مجموعة السبع على هامش أعمال منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في كندا.

الصين والمكسيك… في مرمى الرسوم

عبر المحيط الهادئ، تسود أجواء من القلق في بكين بعد أن اتهم ترامب الصين بـ”انتهاك اتفاق خفض التصعيد”، ملوّحًا بإعادة إشعال الحرب التجارية. وفي منشور على منصته “تروث سوشال”، كتب الرئيس الأمريكي:

“أُقدّر الرئيس الصيني شي جينبينغ، لكن من الصعب جدًا التوصل إلى اتفاق معه”.

أما المكسيك، التي تصدر 80% من منتجاتها الصناعية إلى الولايات المتحدة، فوصفت الإجراءات الأمريكية بأنها “سخيفة”، وأعلنت أنها ستتقدم بطلب إعفاء رسمي يوم الجمعة.

تباطؤ اقتصادي متوقّع

وتوقّعت منظمة التعاون والتنمية أن تشهد الاقتصاديات الكبرى تباطؤًا حادًا نتيجة تصاعد التوترات التجارية، مشيرة إلى تراجع متوقّع في النمو الأمريكي هذا العام إلى 1.6%، مقارنة بـ 2.4% عند بداية ولاية ترامب الأولى.

في ضوء هذه التطورات، تتجه الأنظار إلى قمة مجموعة السبع المقبلة المقرر عقدها بين 15 و17 جوان في جبال روكي بكندا، حيث من المرتقب أن يكون الملف التجاري على رأس جدول الأعمال، وسط دعوات أوروبية للحوار والتفاوض بدلاً من التصعيد.   ش علي

Exit mobile version