بانكوك – 28 جوان 2025 | سياسة – دولي
شهدت العاصمة التايلندية بانكوك، اليوم السبت، مظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف المواطنين، للمطالبة باستقالة رئيسة الوزراء بايتونغتارن شيناواترا، في أعقاب تسريب مكالمة هاتفية أثارت غضبًا واسعًا في الشارع وفتحت النار على قيادتها في واحدة من أكبر الأزمات التي تواجه حكومتها.
تسريب صادم ومطالب بالرحيل
وتعود شرارة الأزمة إلى مكالمة هاتفية مسربة بين بايتونغتارن والزعيم الكمبودي السابق هون سين، تحدثت فيها عن تهدئة التوتر الحدودي بين البلدين، ووصفت خلال الحديث رئيس أركان الجيش التايلندي بـ”خصمها”، بينما خاطبت القائد الكمبودي بـ”العم”، في نبرة وصفتها أطراف معارضة بـ”الاستسلام الدبلوماسي”.
وتسببت هذه التصريحات في موجة غضب داخل المؤسسة العسكرية، وأثارت اتهامات لرئيسة الوزراء بمحاولة تقويض الجيش التايلندي والتقارب المفرط مع كمبوديا على حساب السيادة الوطنية، خصوصًا عقب المواجهة الحدودية الأخيرة بين الجيشين، التي أسفرت عن مقتل جندي كمبودي يوم 28 مايو الماضي.
أزمة سياسية تهز الائتلاف الحاكم
وتفاقمت الأزمة مع انسحاب أحد الأحزاب الرئيسية من الائتلاف الحكومي، ما جعل بايتونغتارن في وضع سياسي هشّ، لا سيما بعد أن فقدت أغلبيتها المريحة في البرلمان، لتصبح مقيدة بتحالفات هشة ومهددة بمساءلة برلمانية وربما تصويت بسحب الثقة.
مظاهرات “القمصان الصفراء” تعود للمشهد
وتجمع نحو 4 آلاف متظاهر عند النصب التذكاري للنصر وسط بانكوك، وهم يرفعون الأعلام التايلندية ويهتفون بشعارات مناوئة لرئيسة الحكومة، فيما قاد الحراك ناشطون بارزون من حركة “القمصان الصفراء”، التي أطاحت في السابق بوالدها تاكسين شيناواترا من الحكم في العقد الأول من القرن الـ21.
بايتونغتارن: “من حقهم الاحتجاج”
وفي ردّها على الاحتجاجات، قالت بايتونغتارن قبيل مغادرتها بانكوك لتفقد مناطق منكوبة بالفيضانات شمال البلاد:
“من حقهم الاحتجاج، ما دام ذلك يتم بشكل سلمي”، في محاولة لتهدئة الأوضاع.
مخاوف من الإقالة.. ومصير مجهول للحكومة
وتواجه رئيسة الوزراء ذات الـ38 عامًا ضغوطًا متزايدة داخل الحكومة والبرلمان وحتى داخل حزبها “فيو تاي”، خاصة بعد المطالبة بفتح تحقيق رسمي في طريقة إدارتها لأزمة الحدود مع كمبوديا، وسط حديث عن احتمال تقديم لائحة إقالة رسمية خلال الأيام المقبلة.
الوضع في تايلند مرشح لمزيد من التصعيد، وسط انقسام سياسي حاد وشكوك متزايدة حول مستقبل الحكومة الحالية، في بلد لطالما عرف بتقلّباته السياسية الحادة وتاريخ من الانقلابات.