تفاؤل أمريكي بوقف وشيك لإطلاق النار في غزة يربك إسرائيل وديرمر يزور واشنطن الاثنين

القدس المحتلة / واشنطن – السبت 28 جوان 2025

في تطور لافت، أعلنت مصادر إسرائيلية أن وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر سيتوجه إلى واشنطن يوم الاثنين المقبل، لبحث سبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، بالإضافة إلى مناقشة ملفات متعلقة بإيران وتنسيق زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض منتصف الشهر المقبل.

وتأتي هذه التحركات في وقت فجّر فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفاجأة خلال مؤتمر صحفي أمس، حين أعرب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحركة حماس خلال الأسبوع المقبل، وهو ما أثار استغرابًا لدى صناع القرار في تل أبيب.

إرباك في تل أبيب: “لا نفهم من أين جاء هذا التفاؤل”

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم فوجئوا بتصريحات ترامب، مؤكدين أنه “لا توجد أي مؤشرات حقيقية على تغيير في موقفي حماس أو نتنياهو قد تبرر هذا التفاؤل”.

وأوضح المسؤولون أن إسرائيل لم تتلقَّ أي إشارات جديدة من واشنطن أو من الوسطاء، وأن المفاوضات لا تزال تراوح مكانها في ظل تعنت الأطراف وعدم التوصل إلى صيغة ترضي جميعها.

عائلات الأسرى: “صفقة شاملة أو لا شيء”

في سياق موازٍ، صعّدت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة من لهجتها، حيث خرجت مظاهرات حاشدة في تل أبيب والقدس للمطالبة بصفقة تبادل تضمن استعادة ذويهم، معتبرين أن “الحرب تحولت من مشروعة إلى عبثية ذات دوافع سياسية”.

وطالبت العائلات الرئيس ترامب بالضغط من أجل التوصل إلى اتفاق، واصفة وقف الحرب بأنه “مصلحة إسرائيلية وطنية”، كما شددت على أن “إعادة الرهائن هو الانتصار الحقيقي”.

وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام عبرية، حذّرت إحدى الأمهات من أن عمليات الجيش قد تودي بحياة الأسرى، مشيرة إلى أن جنودًا احتياطيين رفضوا أوامر التوجه إلى غزة وسط حالة من الإحباط والارتباك.

دعم أمريكي مشروط بعودة الأسرى

وبحسب هيئة عائلات الأسرى، فإن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أكد خلال لقائه بهم في واشنطن أن استمرار الدعم الأمريكي لتل أبيب في غزة مرهون بإعادة الأسرى، مشددا على ضرورة التوصل إلى صفقة شاملة تشمل إطلاق سراحهم دفعة واحدة.

زيارات وتحركات خلف الكواليس

ومن المتوقع أن تشمل زيارة ديرمر للولايات المتحدة لقاءات مع مستشار الأمن القومي جاك سوليفان ومسؤولين في وزارة الدفاع والخارجية، ضمن محاولة إسرائيلية لاستطلاع جدية واشنطن في الدفع باتجاه هدنة أو حل سياسي.

وبينما تعيش المنطقة على وقع وقف هش لإطلاق النار بعد حرب مدمرة استمرت أكثر من ثمانية أشهر، تبقى الأوضاع مرشحة للاشتعال مجددًا في حال فشل الجهود السياسية، خصوصًا مع استمرار التصعيد الكلامي من قادة الطرفين.

Exit mobile version