قصف إسرائيلي على خان يونس يخلّف 16 قتيلاً بينهم نساء وأطفال… وتعليق مؤقت لنشاط “مؤسسة غزة الإنسانية”

غزة – في تصعيد جديد للوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، أسفر قصف جوي إسرائيلي، صباح الأربعاء 4 جوان 2025، عن مقتل 16 فلسطينياً على الأقل، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وفق ما أفادت به مصادر في الدفاع المدني الفلسطيني.

وقالت المصادر إن الهجوم استهدف خياماً للنازحين بجوار مدرسة الحناوي في منطقة أصداء، بمدينة خان يونس جنوب القطاع، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً، بينما لقي أربعة آخرون حتفهم في هجمات مماثلة طالت خياماً للنازحين في مناطق المواصي بريف خان يونس وبلدة جباليا شمال القطاع.

وأكد محمود بصل، الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، أن طواقم الإنقاذ “نقلت جميع الشهداء والمصابين إلى مستشفيي ناصر والشفاء”، مشيراً إلى أن “القصف الجوي استهدف تجمعات للنازحين داخل وحول المدارس”.

وفي تطور موازٍ، أفاد الدفاع المدني بأن طائرة إسرائيلية مسيرة انفجرت فوق سطح مبنى الطوارئ في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، مما تسبب بأضرار مادية جسيمة خاصة في ألواح الطاقة الشمسية وخزانات المياه، ما يهدد استمرارية تقديم الخدمات الصحية في المنطقة.

تعليق توزيع المساعدات من مؤسسة مثيرة للجدل

من جانب آخر، أعلنت “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي جهة إغاثة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، تعليق عمليات توزيع المساعدات يوم الأربعاء، تحت مبرر إجراء “أعمال ترميم وإعادة تنظيم”، حسب منشور نُشر على صفحتها الرسمية.

وجاء في البيان أن الإغلاق سيكون مؤقتاً حتى الخميس، لأجل “تحسين الكفاءة”، في وقت أكد فيه الجيش الإسرائيلي أن المناطق المحيطة بمراكز التوزيع تُعتبر مناطق قتال، معلناً منع التنقل إليها بشكل مؤقت.

مؤسسة تحت المجهر

تواجه “مؤسسة غزة الإنسانية” انتقادات واسعة من الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية مستقلة، بسبب ما وصفوه بـ”عدم الشفافية” و”الارتباط المحتمل بأجندات عسكرية إسرائيلية”، خاصة وأن المؤسسة بدأت عملها حديثاً، بعد رفع جزئي للحصار الإسرائيلي الذي حرم سكان القطاع من الإمدادات الأساسية لأكثر من شهرين.

وترى منظمات دولية أن هذه المؤسسة جاءت كبديل مثير للجدل لوكالة “الأونروا”، التي كانت الجهة الأساسية للإغاثة لعقود، والتي تعرّضت لهجمات سياسية من الحكومة الإسرائيلية، بعد اتهام موظفين تابعين لها بالتورط في هجمات السابع من أكتوبر 2023.

وضع إنساني يزداد قتامة

يتواصل تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة مع استمرار العمليات العسكرية، وإغلاق ممرات الإغاثة، ما يفاقم من معاناة السكان الذين يعيشون تحت نيران الحرب، وسط ظروف معيشية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، مع تحذيرات دولية من كارثة إنسانية وشيكة. ش علي

Exit mobile version