وسط تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، أعادت منشأة فوردو النووية نفسها إلى واجهة المشهد السياسي والعسكري، باعتبارها واحدة من أكثر المواقع النووية الإيرانية تحصينًا وصعوبة في الاستهداف. تقرير لموقع “أكسيوس” كشف عن نقاشات داخل الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب بشأن احتمال انخراط واشنطن في ضربات عسكرية على منشآت إيران النووية، وعلى رأسها “فوردو”.
موقع استراتيجي وتحصين استثنائي
تقع منشأة فوردو على بعد 32 كيلومترًا شمال شرقي مدينة قُم الإيرانية، وتُعتبر واحدة من أكثر المنشآت حساسية وأهمية في البرنامج النووي الإيراني. شُيّدت المنشأة تحت جبل صخري صلب، محاطة بأنظمة دفاع جوي محكمة، وتكاد تكون غير مرئية للعين المجردة باستثناء بعض الأنفاق ومباني الدعم الخارجية.
من “خطة بديلة” إلى صمام أمان
في الأساس، كانت فوردو “خطة باء” لمنشأة نطنز، أي محطة طوارئ تُستخدم في حال استُهدفت المنشأة الرئيسية. إلا أن المتغيرات الجيوسياسية حولتها إلى ما يشبه “الصندوق الأسود” للقدرات النووية الإيرانية. وبحسب تقارير استخباراتية، تضم المنشأة حوالي 3000 جهاز طرد مركزي موزعة على قاعتين ضخمتين، تستخدمان لتخصيب اليورانيوم بدرجات مختلفة.
عصية على القصف التقليدي
الموقع الجغرافي لفوردو وتصميمها المعماري يجعلانها واحدة من أعمق المنشآت تحت الأرض في العالم. هذا يجعلها محصنة ضد الهجمات الجوية التقليدية أو حتى الصواريخ الموجهة التي قد تستخدمها إسرائيل في حال قررت شن ضربة عسكرية.
الرهان على القاذفات الأميركية
الجهة الوحيدة القادرة على اختراق هذا الحصن، بحسب تقارير غربية، هي الولايات المتحدة باستخدام قنابل خارقة للتحصينات من نوع GBU-57، والتي لا يمكن إطلاقها إلا عبر قاذفات الشبح B-2 الأميركية. هذا السيناريو هو ما تدفع إسرائيل باتجاهه، وفق مصادر مطلعة، حيث تمارس ضغوطاً على واشنطن لتوجيه ضربة “حاسمة” لمنشآت إيران النووية قبل فوات الأوان.
بدائل لضرب المركز
في حال تعذّر تدمير فوردو كلياً، يُطرح خيار استهداف عناصر الدعم المحيطة بها، مثل مداخل الأنفاق، أنظمة التهوية، أو البنية الكهربائية. تعطيل هذه المكونات قد يؤدي إلى شلل المنشأة لفترة قد تمتد لأشهر.
سيناريوهات مفتوحة
حتى اللحظة، لا شيء محسوم، لكن حقيقة أن الإدارة الأميركية السابقة تناقش علناً احتمال الدخول في عمل عسكري مشترك مع إسرائيل ضد إيران، يعيد إشعال فتيل التوتر في المنطقة، ويجعل من منشأة فوردو عنواناً جديداً لمعركة قد تتجاوز حدود الظاهر إلى عمق الأرض. ش علي