توقرت : افتتاح عيادة نموذجية متعددة الخدمات لدعم المنظومة الصحية بالولاية

تعزز قطاع الصحة ببلدية توقرت، خلال الأيام الأخيرة، بمرفق صحي جديد يتمثل في عيادة طبية نموذجية متعددة الخدمات، تم إنجازها وفق معايير حديثة بحي “المستقبل”، أحد أبرز الأحياء السكنية الجديدة، وذلك في إطار جهود الدولة لترقية الخدمات الصحية وتقريبها من المواطن.
وتضم هذه العيادة النموذجية عدة أجنحة ومصالح حيوية، على غرار جناح الأشعة، مصلحة طب الأسنان، جناح حماية الأم والطفل، الطب الوقائي، وصيدلية داخلية، بالإضافة إلى فضاءات للاستقبال والتكفل بالمرضى. وقد جُهزت العيادة بأحدث التجهيزات الطبية التي تتيح تقديم خدمات علاجية ذات جودة عالية، تسهم في تحسين ظروف العلاج وتخفيف الضغط عن باقي المرافق الصحية بالبلدية.

وأكد مدير الصحة لولاية توقرت، السيد طه حسين فزاعي، لـ الأوراس تي في أن هذا المشروع يمثل لبنة جديدة في مسار تطوير البنية التحتية الصحية بالمنطقة، مشيرًا إلى أن كلفة إنجاز وتجهيز العيادة بلغت حوالي 400 مليون دينار جزائري.
ويأتي هذا الإنجاز ضمن مخطط شامل ترمي من خلاله السلطات العمومية إلى تعزيز التغطية الصحية الجوارية وتوزيع المرافق بشكل متوازن عبر تراب الولاية، بما يضمن تكافؤ الفرص في الاستفادة من الرعاية الصحية، خاصة لفائدة المناطق التي تشهد توسعًا عمرانيا.
وفي هذا السياق، تتواصل أشغال إنجاز عيادتين جديدتين ببلديتي تبسبست والنزلة بنفس النموذج المعتمد، إلى جانب إطلاق عملية تهيئة شاملة لعيادة متعددة الخدمات بحي البدوعات في تبسبست، بهدف تأهيلها وتجهيزها لاستيعاب متطلبات السكان وتحسين جودة الخدمات المقدمة.
كما تسعى مديرية الصحة إلى دعم المؤسسات الصحية الجوارية على مستوى الولاية من خلال توفير سيارات إسعاف جديدة، إلى جانب تزويدها بمعدات وتجهيزات حديثة لتصفية الدم، في خطوة تهدف إلى الرفع من قدرات التدخل السريع وتحسين التكفل بالمرضى، خصوصًا أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة تتطلب متابعة مستمرة.
ويمثل هذا التوجه نحو تعزيز الهياكل الصحية وتجهيزها بشكل متطور نقلة نوعية في قطاع الصحة بالولاية، خاصة في ظل التحولات التي تعرفها المنطقة والتوسع العمراني الذي يستوجب توفير تغطية صحية مناسبة. كما يعكس مدى التزام السلطات العمومية بترسيخ مبدأ العدالة الصحية وتوفير خدمات علاجية في متناول جميع المواطنين.
ومن المنتظر أن تُساهم هذه المشاريع، فور دخولها حيّز الخدمة بشكل كامل، في تخفيف الضغط عن المؤسسات الصحية المركزية، وتوفير خدمات طبية ذات نوعية في المناطق الجوارية، بما يعزز ثقة المواطن في المنظومة الصحية المحلية.
م الحسان رمون