في خطوة تهدف إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية الثنائية، وصل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الثلاثاء، إلى العاصمة الإيطالية روما للمشاركة في القمة الحكومية الجزائرية – الإيطالية رفيعة المستوى، التي تُعقد الأربعاء، وسط سياق إقليمي ودولي يشهد توترًا متصاعدًا بين الجزائر وفرنسا، وكذلك خلافات مع الاتحاد الأوروبي بشأن قيود تجارية.
قمة اقتصادية رفيعة المستوى
وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان رسمي إن الرئيس تبون سيترأس من الجانب الجزائري أشغال الدورة الخامسة من القمة الحكومية، التي تعتبر منصة محورية لتعميق التعاون في قطاعات الطاقة، الصناعة، الزراعة، والاستثمار.
وكان في استقبال الرئيس تبون لدى وصوله إلى روما وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو، ما يعكس أهمية الزيارة على مستوى العلاقات الثنائية.
منتدى أعمال بمشاركة واسعة
وعلى هامش القمة، يُنظم منتدى أعمال جزائري – إيطالي يضم أكثر من 500 مشارك من رجال أعمال وخبراء وشركات من كلا البلدين، لمناقشة فرص الاستثمار ومجالات التعاون الاقتصادي.
وتُعد إيطاليا الشريك التجاري الأول للجزائر في إفريقيا، مع نشاط أكثر من 150 شركة إيطالية في السوق الجزائرية، بحسب الصحافة الجزائرية الرسمية.
مبادلات تجارية متنامية
ووفق بيانات وزارة الخارجية الإيطالية، بلغ حجم التبادل التجاري بين الجزائر وإيطاليا نحو 4.49 مليار يورو خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025، بزيادة بلغت 6.7% مقارنة بالفترة ذاتها من 2024.
فيما تجاوزت المبادلات التجارية السنوية بين البلدين العام الماضي 14 مليار يورو، منها أكثر من 11 مليار يورو صادرات جزائرية، أغلبها من الغاز والبترول الخام، بحسب وكالة التجارة الخارجية الإيطالية.
شراكات استراتيجية في الطاقة والزراعة والصناعة
تسعى روما منذ سنوات إلى تنويع شراكتها مع الجزائر، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها أوروبا في ملف الطاقة. وتشمل أبرز المشاريع:
-
مصنع “فيات” للسيارات في ولاية وهران.
-
مشروع زراعي ضخم لمجموعة “BF” الإيطالية في الصحراء الجزائرية لإنتاج القمح والبقوليات.
-
مباحثات جارية لتوسيع استثمارات المجموعة نحو إنتاج الحليب واللحوم والأعلاف في ولاية تيميمون جنوبي غرب البلاد.
في ظل توتر مع فرنسا والاتحاد الأوروبي
تأتي زيارة تبون إلى إيطاليا بينما تتواصل الأزمة السياسية بين الجزائر وفرنسا، إلى جانب إجراء تحكيمي فتحه الاتحاد الأوروبي بشأن ما اعتبره قيودًا جزائرية على التجارة والاستثمار الأوروبية.
وتسعى الجزائر عبر هذه الزيارة إلى تعميق شراكاتها خارج الإطار الفرنسي الأوروبي التقليدي، بما يعكس توجهًا نحو تنويع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية.
خاتمة
زيارة تبون إلى روما تُجسد تطور العلاقات بين الجزائر وإيطاليا، وتفتح آفاقًا جديدة لشراكات استراتيجية في وقت تشهد فيه الجزائر تحولات سياسية واقتصادية عميقة. كما تبرز روما كواحدة من أبرز العواصم الأوروبية التي تحافظ على علاقات مستقرة ومثمرة مع الجزائر، في مقابل توتر ملحوظ مع قوى أوروبية أخرى.