🇳🇱 استقالة وزير الخارجية الهولندي بعد فشل الحكومة في فرض عقوبات على إسرائيل
أعلن وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب مساء الجمعة استقالته من منصبه، إثر خلافات حادة داخل مجلس الوزراء حول إمكانية فرض عقوبات على إسرائيل بسبب حربها في غزة وسياساتها في الضفة الغربية المحتلة.
🔹 خلفيات الاستقالة
قال فيلدكامب للصحافيين إنه واجه “مقاومة شديدة” من داخل الحكومة بشأن تبني أي إجراءات إضافية ضد إسرائيل، موضحاً:
“لم يعد بإمكاني الدفاع عن الموقف داخل الحكومة، لذا أقدم استقالتي رسمياً.”
إثر ذلك، أعلن حزب “العقد الاجتماعي الجديد” (يمين الوسط) الذي ينتمي إليه فيلدكامب انسحابه من الائتلاف الحاكم، ما يفاقم حالة الشلل السياسي التي تمر بها البلاد منذ انهيار الحكومة في يونيو الماضي.
🔹 حكومة هولندية في أزمة
تعمل هولندا حالياً بحكومة تصريف أعمال في انتظار تشكيل ائتلاف جديد بعد الانتخابات المقررة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وهي عملية قد تستغرق أشهراً بالنظر إلى التوازنات الحزبية المعقدة. استقالة وزير الخارجية وانسحاب حزبه يزيدان من هشاشة المشهد السياسي، ويضعان لاهاي أمام فراغ دبلوماسي حساس في مرحلة إقليمية ودولية مضطربة.
🔹 السياق الدولي والإنساني
تأتي هذه الاستقالة في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة رسمياً حالة المجاعة في مدينة غزة ومحيطها، لتكون المرة الأولى التي يُعلَن فيها عن مجاعة في منطقة الشرق الأوسط. خبراء المنظمة الأممية حمّلوا إسرائيل مسؤولية عرقلة إدخال المساعدات الإنسانية.
في المقابل، رفضت إسرائيل هذه الاتهامات، ووصفتها بأنها “كاذبة ومتحيزة”، فيما تواصل عملياتها العسكرية الرامية للسيطرة على مدينة غزة ونقل المدنيين إلى الجنوب، إلى جانب خططها الأخيرة لبناء تجمعات استيطانية جديدة من شأنها تقسيم الضفة الغربية المحتلة.
🔹 التداعيات المحتملة
استقالة فيلدكامب قد تزيد الضغوط على الاتحاد الأوروبي، الذي يعاني أصلاً من انقسامات داخلية بشأن كيفية التعامل مع إسرائيل في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من 22 شهراً. كما أنها تضعف الموقف الأوروبي الموحد، وتطرح تساؤلات حول قدرة بروكسل على صياغة سياسة متوازنة بين التضامن مع أوكرانيا من جهة، والتعامل مع الملف الفلسطيني-الإسرائيلي من جهة أخرى.