الحرب على غزة: عشرات الشهداء من منتظري المساعدات والمأساة تتصاعد وسط تدهور الأوضاع الإنسانية

الحرب على غزة: عشرات الشهداء من منتظري المساعدات والمأساة تتصاعد وسط تدهور الأوضاع الإنسانية

في اليوم الـ666 من الصراع الدامي على قطاع غزة، استمرت معاناة السكان المدنيين وسط تدهور متسارع للأوضاع الإنسانية، حيث سقط عشرات الشهداء والجرحى خلال محاولتهم الحصول على المساعدات الغذائية والطبية وسط حصار إسرائيلي خانق وهجمات متواصلة.

30 شهيدًا من منتظري المساعدات

أفادت مصادر طبية في مستشفيات غزة بأن ما لا يقل عن 30 فلسطينيًا استشهدوا منذ فجر يوم السبت بنيران القوات الإسرائيلية، بينهم 10 أشخاص كانوا في طوابير انتظار لتلقي المساعدات الغذائية قرب نقاط التوزيع في مختلف أنحاء القطاع. وأكدت فرق الدفاع المدني أن قوات الاحتلال تستهدف بشكل متكرر المدنيين الذين يحاولون الحصول على الغذاء والماء، مع حرمان شبه كامل من وصول الإمدادات الأساسية.

استهداف المستشفيات ودمار المنظومة الصحية

تعاني المستشفيات في غزة من ظروف كارثية بسبب القصف الإسرائيلي المكثف الذي استهدف خلال الأسابيع الماضية عدة منشآت طبية حيوية، ما أدى إلى تدمير أكثر من 80% من مركبات الإسعاف حسب تصريحات مدير الإسعاف والطوارئ فارس عفانة. وأشار إلى أن قلة المركبات والصعوبات الأمنية في الوصول إلى مناطق القصف تزيد من معاناة المصابين، حيث يضطر الأطباء إلى اتخاذ قرارات حاسمة وسط نقص حاد في الموارد والإمكانيات، ويعاني القطاع من نقص في الأدوية والوقود الضروري لتشغيل الأجهزة الطبية.

تحذيرات من كارثة غذائية وتدهور الوضع الصحي للأطفال

قال رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة إن حوالي 900 ألف طفل يعانون من درجات متفاوتة من سوء التغذية، في ظل استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات. وناشد المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل لفتح ممرات آمنة وإدخال المواد الغذائية والطبية، محذرًا من كارثة إنسانية تزداد سوءًا مع كل يوم يمر.

المبعوث الأمريكي في غزة وسط انتقادات دولية

زار المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف قطاع غزة لتفقد عمليات توزيع المساعدات التي تقوم بها مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من واشنطن، وذلك وسط موجة انتقادات لهذه المؤسسة التي تُتهم بعدم كفاية الجهود لإنقاذ المدنيين.

واجتمع ويتكوف مع عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس في القطاع، حيث أكد لهم استمرار جهوده لإبرام صفقة تبادل أسرى وإنهاء الحرب. ومع ذلك، تعالت الأصوات الانتقادية من داخل إسرائيل وخارجها التي تتهم الحكومة الإسرائيلية بعدم الجدية في التوصل إلى اتفاق بسبب اعتبارات سياسية.

أصداء دولية ودعوات لوقف إطلاق النار

تزايدت الدعوات الدولية لإنهاء الحرب ووقف نزيف الدماء، مع إدانة واسعة لإطلاق النار على المدنيين المنتظرين المساعدات، حيث وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي تلك الأفعال بـ”المقززة” وطالب بمحاكمة المسؤولين عنها. كما أكدت منظمات الأمم المتحدة على ضرورة إغراق غزة بالمساعدات الغذائية والطبية دون قيود، محذرة من أن استمرار الحصار سيؤدي إلى كارثة إنسانية لا تُحتمل.

مظاهرات واحتجاجات داخل إسرائيل

في تل أبيب، تجمع مئات الإسرائيليين أمام ميدان “المخطوفين” مطالبين بعودة الأسرى المحتجزين في غزة، وسط توتر متصاعد في المشهد السياسي الذي يتهم الحكومة بعدم بذل ما يكفي من الجهود لإعادة الرهائن، مع تنامي المطالب بإبرام صفقة شاملة لإنهاء الأزمة.


في الختام

تستمر معاناة المدنيين في قطاع غزة مع اقتراب فصل الشتاء، وسط استمرار الحصار والاشتباكات العنيفة التي لم تترك منازل ولا مستشفيات إلا ودمرت، بينما يسعى المجتمع الدولي بجهود متفرقة لكسر الجمود وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح.

Exit mobile version