بقلم منير قوعيش
في ظل الانتشار المتسارع للتكنولوجيا والخدمات الرقمية، تحولت منصات الدفع الإلكتروني إلى هدف رئيسي لشبكات النصب والاحتيال. آخر هذه القضايا هزّت الرأي العام بعدما تعرض أحد المواطنين لعملية سرقة ممنهجة عبر تطبيق “بريدي موب”، حيث تم سحب مبلغ ضخم يقدّر بـ 20 مليون سنتيم بعد أن تم خداعه بمكالمات هاتفية مزيفة تحمل صفة “الوكيل البريدي”.
الضحية أوضح في شهادته أنه تلقى اتصالاً من شخص انتحل صفة “موظف البريد” مدعياً وجود خطأ تقني يستوجب إعادة ربط حسابه البنكي برقم جديد، وأوهمه بضرورة إدخال رمز سري بحجة “تحديث البيانات الأمنية”. النتيجة كانت كارثية: سحب المبلغ المالي كاملاً في دقائق معدودة.
ورغم تقديم شكوى لدى مصالح الأمن، تبين أن القضية مرتبطة بشبكة واسعة متخصصة في اختراق الحسابات الإلكترونية للمواطنين، مستغلة ضعف الوعي الأمني الرقمي.
مصالح الأمن دعت المواطنين إلى عدم مشاركة أي رموز أو بيانات سرية عبر الهاتف مهما كانت الجهة المدعية، والتأكد دائماً من مصدر المكالمات عبر التطبيقات الموثوقة مثل Truecaller، إضافة إلى ضرورة التبليغ الفوري عند أي محاولة مشبوهة.
الوعي الرقمي ضرورة لا رفاهية
القضية تؤكد أن الأمن الرقمي لم يعد خياراً، بل واجباً فردياً وجماعياً. نشر ثقافة الحذر وتحصين الحسابات بكلمات مرور قوية، وتجنب الروابط والرسائل المجهولة، كلها إجراءات قد تقي المواطنين من خسائر مالية ونفسية جسيمة.