غزة: مساعدات إنسانية “مزعومة” لا تصل إلى السكان وسط تفاقم الأزمة

غزة – 2 أغسطس 2025
في ظل حملة دعائية متواصلة من قبل وسائل إعلام إسرائيلية وغربية عن “تحسين التدخل الإنساني” في قطاع غزة، تبرز شهادات ميدانية من داخل القطاع المحاصر، تنفي بشكل قاطع وصول هذه المساعدات إلى السكان المتضررين. سكان غزة يؤكدون: لا غذاء، لا ماء، ولا دواء.

ورغم ما يتم ترويجه عن دخول عشرات الشاحنات عبر معابر القطاع، إلا أن الواقع الذي رصده مراسل الجزيرة نت يكشف صورة مختلفة تمامًا. إذ أجمع مواطنون من مناطق متفرقة في القطاع، خلال مقابلات مباشرة، على أنهم لم يتلقوا أي شكل من أشكال الدعم الإنساني خلال الأسابيع الماضية.

الصور لا تعكس الحقيقة

يقول محمود أبو حسين، وهو نازح من حي الشجاعية في مدينة غزة، “نسمع أن المساعدات تدخل، لكن لم نرَ شيئًا منها. الوضع يزداد سوءًا. أطفالنا جوعى والاحتلال لا يسمح بمرور أي شيء يصلنا.”
وتؤكد أم إبراهيم، وهي أم لخمسة أطفال في خان يونس: “لا دواء ولا طحين. نبحث كل يوم عن طعام في الأماكن المهدّمة أو بين مخيمات النزوح. إذا وصلت مساعدات، فهي لا تمر بنا إطلاقًا.”

الاحتلال يعرقل ويستهدف

وتتهم منظمات حقوقية الاحتلال الإسرائيلي بتعمد عرقلة إيصال المساعدات ورفض تأمين مرورها الآمن إلى المناطق المتضررة، مما يجعل الشاحنات عرضة للنهب أو الاستهداف. كما تشير تقارير إلى أن عددًا من الفلسطينيين قُتلوا أثناء انتظارهم المساعدات، في ظل قصف متكرر لمواقع توزيعها.

الأرقام تكشف الفجوة

بحسب مصادر محلية، يحتاج القطاع المحاصر إلى نحو 600 شاحنة مساعدات يوميًا لتغطية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية. ومع ذلك، لم يُسمح خلال الأيام الأربعة الماضية إلا بإدخال 15% فقط من هذا العدد. ووفق الإحصائيات، قتل الاحتلال 1320 فلسطينيًا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، وأصاب أكثر من 8800 آخرين.

“مصائد موت” بدلًا من مراكز إغاثة

وتحوّلت بعض النقاط التي تشرف عليها مؤسسات أجنبية -منها مؤسسة أمريكية تعمل تحت إشراف إسرائيلي- إلى ما وصفه الغزيون بـ”مصائد الموت”. حيث سقط عدد من الضحايا خلال تجمهرهم أمام نقاط توزيع تلك المساعدات، ما أثار شبهات حول نوايا تلك المشاريع وطريقة إدارتها.

واقع مأساوي وسط صمت دولي

رغم التصريحات المتكررة من بعض الدول الغربية حول تحسين الوضع الإنساني في غزة، يرى الفلسطينيون أن المجتمع الدولي يتواطأ بصمته، أو على الأقل لا يمارس ضغطًا كافيًا لضمان وصول الإغاثة الحقيقية. وتبقى الغالبية الساحقة من سكان غزة، وخاصة النازحين، يواجهون الموت جوعًا أو مرضًا دون أدنى حماية.

Exit mobile version