أثار القصف الإسرائيلي الذي استهدف مستشفى ناصر في جنوب قطاع غزة وأسفر عن مقتل 20 فلسطينيًا بينهم خمسة صحافيين، موجة واسعة من الاستنكار والإدانات على الصعيد الدولي، وسط تصاعد المخاوف من تحول استهداف المراكز الطبية والإعلامية إلى سياسة ممنهجة في الحرب المستمرة.
صدمة دولية
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الضربة “غير مقبولة”، داعيًا إسرائيل إلى احترام القانون الدولي وحماية المدنيين والصحافيين، فيما شدد على أن “تجويع شعب بأكمله جريمة يجب أن تتوقف فورًا”.
من جانبه، عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن “عدم سعادته” بالهجوم، مؤكدًا أنه لم يكن على علم مسبق به، وأضاف: “علينا إنهاء هذا الكابوس”.
أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس فقد طالب بتحقيق “فوري ونزيه”، في حين أكدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن “الصحافيين ليسوا هدفًا، والمستشفيات ليست هدفًا”.
مواقف أوروبية متشددة
-
ألمانيا وصفت ما جرى بأنه “صادم”، وطالبت إسرائيل بالسماح للإعلام المستقل بالدخول إلى غزة.
-
بريطانيا أدانت القصف ووصفته بـ”المروع”، وشددت على حماية الطواقم الطبية والصحافيين.
-
كما حذّر مسؤولون في الاتحاد الأوروبي من أن استمرار استهداف المرافق الإنسانية سيقوّض صورة إسرائيل دوليًا.
إدانات عربية قوية
-
قطر وصفت الهجوم بأنه “حلقة جديدة في سلسلة الجرائم الشنيعة”، ودعت إلى تحرك عاجل لحماية المدنيين.
-
السعودية جدّدت مطالبتها بوقف الانتهاكات الإسرائيلية.
-
الأردن دان القصف باعتباره “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني” واتفاقيات جنيف.
إيران: “جريمة حرب”
نددت طهران بشدة بالقصف، واعتبرته “جريمة حرب وحشية”، محمّلة الولايات المتحدة والداعمين الغربيين لإسرائيل مسؤولية مباشرة عن استمرار الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
صدمة في الوسط الإعلامي
أكدت نقابة الصحافيين الفلسطينيين أن ما جرى “حرب مفتوحة على الإعلام”، مشيرة إلى مقتل أكثر من 240 صحافيًا فلسطينيًا منذ اندلاع الحرب.
كما عبّرت وكالتا رويترز وأسوشيتد برس عن “الصدمة والحزن”، بعد مقتل متعاونين معهما في الضربة.
إسرائيل: “تحقيق معمق”
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عبّر عن “الأسف الشديد”، مؤكدًا أن الجيش يجري “تحقيقًا معمقًا”، بينما اتهمت منظمات حقوقية إسرائيل باستخدام التحقيقات “لشراء الوقت” دون محاسبة حقيقية.
أزمة متفاقمة
الغارات الأخيرة فتحت فصلًا جديدًا من الأزمة الإنسانية في غزة، إذ باتت المستشفيات والصحافيون في مرمى النيران، ما يثير أسئلة عميقة حول مستقبل حرية الإعلام وأمن الطواقم الطبية في مناطق النزاع.
ويرى مراقبون أن مقتل خمسة صحافيين دفعة واحدة قد يشكّل منعطفًا في الرأي العام الدولي، وربما يدفع باتجاه مزيد من الضغوط على إسرائيل لوقف هجماتها ضد المرافق المدنية.
✍️ خلاصة: الغارة على مستشفى ناصر لم تكن مجرد حادث مأساوي جديد في غزة، بل تحولت إلى قضية دولية تهدد بزيادة عزلة إسرائيل، وتكشف عجز المجتمع الدولي عن وقف استهداف الصحافيين والمراكز الطبية، فيما يظل المدنيون والصحافة الحرة أبرز ضحايا الحرب.