في خطاب متلفز، دعا الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم، يوم الجمعة، المملكة العربية السعودية إلى تجاوز الخلافات السابقة وفتح صفحة جديدة من العلاقات، مقترحًا تشكيل جبهة موحدة لمواجهة إسرائيل، وذلك بعد سنوات من التوتر والقطيعة بين الرياض والجماعة المدعومة من إيران.
خلفية العلاقات المتوترة
منذ عام 2016، صنّفت السعودية وعدد من دول الخليج حزب الله كمنظمة إرهابية، وهو ما عمّق من عزلة الحزب إقليميًا. كما شهدت العلاقات اللبنانية–السعودية توترًا شديدًا في 2021 حينما طردت الرياض السفير اللبناني، واستدعت مبعوثها، وفرضت حظرًا على الواردات اللبنانية، متهمة حزب الله بالهيمنة على القرار السياسي في لبنان.
خلال تلك المرحلة، تصاعدت الانتقادات المتبادلة، حيث وصف الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بـ”الإرهابي”، في خضم خلافات حول الحرب في اليمن والدور الإقليمي لكل من الطرفين.
دعوة للحوار وجبهة ضد إسرائيل
قاسم شدد في خطابه على أن “سلاح المقاومة موجّه نحو العدو الإسرائيلي، وليس لبنان ولا السعودية ولا أي جهة أخرى”، مشيرًا إلى أن الحوار مع المملكة يمكن أن يجمد الخلافات مؤقتًا من أجل مواجهة “الخطر الإسرائيلي المشترك”.
وأضاف: “الضغط على حزب الله هو ربح صافٍ لإسرائيل”، في إشارة إلى التحركات السياسية والدبلوماسية الأخيرة التي استهدفت الجماعة، لا سيما بعد حربها الأخيرة مع إسرائيل.
تحولات إقليمية مؤثرة
المنطقة شهدت في الأشهر الأخيرة تغييرات عميقة أثّرت على موقع حزب الله. فقد قُتل حسن نصر الله خلال القصف الإسرائيلي العام الماضي، ما فتح الباب أمام تعيين نعيم قاسم أمينًا عامًا للحزب. كما أطاحت المعارضة السورية بحليف الحزب الرئيس بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهو ما أعاد تشكيل التوازنات الإقليمية.
من جانب آخر، ورغم أن السعودية ساهمت تاريخيًا في دعم لبنان ماليًا وإعادة إعمار الجنوب بعد حرب 2006، فإن نفوذ حزب الله ظل يتعاظم في الداخل اللبناني وفي المنطقة بدعم مباشر من إيران.
دلالات الخطاب
دعوة نعيم قاسم تأتي في لحظة سياسية حرجة، حيث يحاول حزب الله إعادة التموضع بعد الخسائر التي تكبدها في الداخل والخارج، مستندًا إلى خطاب “المواجهة مع إسرائيل” كجامع مشترك مع بعض القوى الإقليمية. غير أن تجاوب السعودية مع هذا الطرح يبقى غير مؤكد، في ظل إرث طويل من الخلافات والصراع على النفوذ في المنطقة.
