200 الف نسمة بجنوب مستغانم في دائرتي ماسرة وبوقيرات بين الانتظار والأمل

بقلم الصحفي منير قوعيش

200 الف نسمة بجنوب مستغانم في دائرتي ماسرة وبوقيرات بين الانتظار والأمل مطالب تنموية وخدماتية عاجلة تعكس سنوات من التأخر وتفتح رهانات على تجسيد مشاريع ميدانية تواكب تطلعات السكان

يعيش سكان الجهة الجنوبية من ولاية مستغانم، ممثلة في دائرتي ماسرى وبوقيرات التي تضم ثماني بلديات مترامية الأطراف ويقطنها ما يقارب 200 ألف نسمة، على وقع تطلعات كبيرة نحو تجسيد مشاريع خدمية وتنموية ظلوا يطالبون بها منذ سنوات، باعتبارها حجر الأساس لتحسين ظروفهم المعيشية وترقية الخدمة العمومية. ورغم محاولات بعض البرامج القطاعية سد جزء من النقائص، إلا أن حجم الاحتياجات يبقى أوسع بكثير، وهو ما يجعل من هذه المطالب ضرورة ملحة وليست مجرد انشغالات ثانوية.

التشغيل وتحديات الشباب
يعد غياب وكالة محلية للتشغيل من أبرز الانشغالات التي يرفعها شباب المنطقة، إذ يضطر المئات منهم إلى التنقل يوميًا نحو عاصمة الولاية، ما يزيد من أعبائهم المادية ويؤخر وصولهم إلى فرص العمل. ويؤكد العديد من الشباب أن وجود وكالة قريبة من محيطهم من شأنه أن يسهل الولوج إلى عروض العمل، ويقرب الإدارة من المواطن، خاصة في ظل الارتفاع المستمر للبطالة.

العقار والسكن… مطلب وكالة جهوية
كما يطالب السكان باستحداث وكالة عقارية جهوية تضم البلديات الثماني للمنطقة الجنوبية، بهدف وضع حد لمعاناة المواطنين مع الإجراءات الإدارية المعقدة، وتسهيل المعاملات المرتبطة بالسكن والعقار. هذا الهيكل، في نظرهم، سيُسهم في تسريع معالجة الملفات ويضع حدًا للتنقلات الطويلة التي أنهكت المواطنين لسنوات.

ذوو الهمم بين الحاجة للتكفل والحق في الإدماج
ملف آخر لا يقل أهمية يتمثل في المطالبة بإنجاز مركز نفسي بيداغوجي مخصص للأطفال ذوي الهمم، وهو مطلب إنساني واجتماعي قبل أن يكون تنمويًا. فهذه الفئة، التي تحتاج إلى تكفل تربوي ونفسي متخصص، تجد نفسها في وضعية تهميش لغياب مؤسسات قريبة تُعنى بمتطلباتها، مما يثقل كاهل العائلات التي تضطر إلى قطع مسافات طويلة لضمان الحد الأدنى من الخدمات.

الطريق الوطني رقم 23… شريان بحاجة إلى إنعاش
كما يشدد المواطنون على ضرورة الإسراع في مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 23 على مسافة 15 كيلومترًا، بالنظر إلى كونه شريانًا رئيسيًا يربط المنطقة الجنوبية ببقية الولاية. فإلى جانب دوره الاقتصادي، فإن المشروع يشكل ضمانة لتقليص حوادث المرور المتكررة، وفك العزلة عن بعض التجمعات السكانية.

من المطالب إلى الأولويات
ويرى سكان الجهة الجنوبية أن هذه الانشغالات لم تعد قابلة للتأجيل، بل باتت أولوية تنموية عاجلة يتعين على السلطات المحلية والجهوية إدراجها ضمن البرامج القطاعية المقبلة، حتى يتحقق شعار “تقريب الإدارة من المواطن” على أرض الواقع. وبالنسبة لهم، فإن ترجمة هذه التطلعات إلى إنجازات ملموسة سيكون كفيلًا ببعث الثقة وتجديد الأمل في مسار تنموي متوازن بين مختلف مناطق ولاية مستغانم.

Exit mobile version