أندونيسيا مخاوف من تصاعد التوتر السياسي والاجتماعي في البلاد.

خرج آلاف المتظاهرين في عدة مدن إندونيسية الإثنين، في ظل انتشار أمني وعسكري واسع، بعد أيام من اضطرابات دامية أودت بحياة ستة أشخاص وأثارت مخاوف من تصاعد التوتر السياسي والاجتماعي في البلاد.

في العاصمة جاكرتا، تجمع نحو 500 شخص أمام مقر البرلمان وسط وجود أمني كثيف قبل أن يتفرقوا دون حوادث. لكن مدنًا أخرى مثل غورونتالو في سولاويزي وباندونغ وبالمبانغ ويوغياكارتا شهدت مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين، تخللها استخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، ورشق بالحجارة والزجاجات الحارقة.

جذور الاحتجاجات

بدأت المظاهرات قبل أسبوع رفضًا لامتيازات مالية وبدلات سخية مخصصة للنواب، لتتسع لاحقًا وتشمل انتقادات للوضع الاقتصادي والاجتماعي. الشرارة الأكبر جاءت بعد انتشار فيديو صادم يظهر مركبة شرطة تدهس سائق دراجة نارية شاب خلال احتجاجات في جاكرتا، ما أجج الغضب الشعبي وأدى إلى انفجار العنف.

ردود رسمية

الرئيس برابوو سوبيانتو، الذي يواجه أوسع موجة احتجاجات منذ توليه الحكم في أكتوبر الماضي، أعلن إلغاء جزء من المخصصات المالية للبرلمان، لكنه أدان أعمال العنف وحذر من تجاوز حدود الحق في التظاهر السلمي. كما اضطر إلى إلغاء زيارة رسمية إلى الصين في ظل تصاعد الأزمة.

من جانبها، أقرت الشرطة بارتكاب عناصرها مخالفات، وأعلنت توقيف سبعة أفراد وإحالة شرطيين للمحاكمة بتهم ارتكاب “أفعال إجرامية”.

تدابير أمنية مشددة

فرضت السلطات حواجز في شوارع العاصمة، ونشرت وحدات عسكرية وقناصة في مواقع استراتيجية. كما طُلب من موظفين حكوميين وعاملين في شركات خاصة العمل عن بعد، لتقليل الاحتكاك في الشوارع.

سقوط ضحايا وأعمال عنف

حتى الآن، قُتل ستة أشخاص على الأقل بينهم ثلاثة قضوا في حريق أُشعل داخل مبنى برلماني محلي بمدينة ماكاسار. كما سُجلت عمليات نهب استهدفت منازل نواب ومسؤولين، من بينهم وزيرة المالية سري مولياني إندراواتي.

جامعة أميكوم في يوغياكارتا أكدت مقتل طالبها رضا سيندي براتاما خلال التظاهرات، في حين ما زالت ملابسات الحادث غامضة.

انعكاسات دولية

الأحداث الدامية دفعت منصات رقمية إلى التحرك، إذ أعلنت شركة “تيك توك” تعليق ميزة البث المباشر مؤقتًا في إندونيسيا “بسبب تصاعد العنف خلال التظاهرات”.

المراقبون يحذرون من أن استمرار التوتر قد يدفع البلاد نحو مزيد من عدم الاستقرار، في وقت يواجه فيه الرئيس برابوو اختبارًا صعبًا بين تهدئة الشارع والحفاظ على هيبة الدولة.

Exit mobile version