موسكو ترفض أي تدخل أجنبي في أوكرانيا وتحذر من “ضمانات أمنية خطيرة”
موسكو – 04 سبتمبر 2025
صعّدت روسيا من لهجتها تجاه المبادرات الأوروبية الداعمة لكييف، إذ أعلنت وزارة الخارجية الروسية رفضها القاطع مناقشة أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي في أوكرانيا، محذّرة من أن الضمانات الأمنية التي تسعى كييف للحصول عليها من الأوروبيين تمثل “خطرًا على القارة العجوز”.
تصريحات زاخاروفا
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قالت للصحفيين في مدينة فلاديفوستوك إن “روسيا ليست لديها أي نية لمناقشة تدخل أجنبي في أوكرانيا”، مؤكدة أن أي تدخل من هذا النوع “سيكون غير مقبول بتاتًا وسيقوّض الأمن في أوروبا”.
وأضافت زاخاروفا أن الضمانات الأمنية التي يطالب بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليست سوى “ضمانات خطر على القارة الأوروبية”، مشيرة إلى أن موسكو تعتبر هذه المطالب “غير مقبولة على الإطلاق”.
تزامن مع قمة أوروبية
تأتي هذه التصريحات الروسية بالتزامن مع استضافة فرنسا، الخميس، لقمة “تحالف الراغبين”، والتي يشارك فيها قادة أوروبيون داعمون لكييف. وتناقش القمة إمكانية نشر قوات أوروبية على الأراضي الأوكرانية، وتوسيع برامج التدريب والدعم العسكري، في إطار أي تسوية سياسية محتملة مع روسيا.
الموقف الأوروبي والأوكراني
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عقب لقائه نظيره الأوكراني الأربعاء، أن “أوروبا مستعدة لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا فور توقيع اتفاق سلام”، مضيفًا أن التحضيرات التقنية والسياسية لذلك “اكتملت”.
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فقد أعرب عن أسفه لغياب مؤشرات على رغبة روسيا في إنهاء الحرب المستمرة منذ غزو 2022، معبرًا عن ثقته في أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيواصلان “زيادة الضغط على موسكو للتقدم نحو حل دبلوماسي”.
تصعيد في المواقف
تثير مسألة “الضمانات الأمنية” جدلاً واسعًا داخل القارة الأوروبية، إذ يرى مراقبون أن أي التزام عسكري مباشر قد يوسّع نطاق المواجهة مع روسيا. في المقابل، تعتبر كييف أن هذه الضمانات ضرورية لحماية سيادتها ومنع تكرار الهجمات الروسية في المستقبل.
خلفية
تأتي هذه التطورات بعد أكثر من ثلاث سنوات على اندلاع الحرب في أوكرانيا، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف، وتسببت في أزمة إنسانية واقتصادية غير مسبوقة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية، لا تزال هوة الخلاف واسعة بين موسكو والغرب بشأن مستقبل الأمن الأوروبي.