يشهد المغرب منذ 27 سبتمبر/أيلول 2025 موجة احتجاجات شبابية غير مسبوقة، قادتها مجموعة تطلق على نفسها اسم “جيل زد 212”، في إشارة إلى رمز الاتصال الدولي للمغرب. هذه الحركة التي انطلقت عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وإنستغرام وديسكورد، رفعت مطالب واضحة بتحسين خدمات الصحة والتعليم وإعطائهما الأولوية على الاستثمارات في مجالات أخرى، خاصة البنية التحتية الرياضية التي يوليها المغرب أهمية قصوى مع اقتراب تنظيم كأس إفريقيا 2026 ومونديال 2030.
الشرارة الأولى
انطلقت الاحتجاجات على خلفية وفاة ثماني نساء في مستشفى الحسن الثاني بأكادير خلال عمليات قيصرية، وهو ما أثار موجة غضب واسعة بسبب تدهور الخدمات الصحية. وسرعان ما امتدت المظاهرات إلى مدن كبرى مثل الرباط، الدار البيضاء، فاس، وجدة، وأكادير، لتتحول إلى مواجهات عنيفة مع قوات الأمن.
الخسائر بالأرقام
بحسب معطيات وزارة الداخلية المغربية التي نقلتها قناة فرانس24 بتاريخ 03 أكتوبر 2025:
-
3 قتلى خلال المواجهات في بلدة القليعة قرب أكادير.
-
409 معتقلاً، أغلبهم وُجهت لهم تهم المشاركة في تجمعات غير مرخصة أو التخريب.
-
263 إصابة في صفوف قوات الأمن، بعضها في حالات حرجة.
-
23 مدنياً مصاباً بجروح متفاوتة الخطورة.
-
80 منشأة عمومية وخاصة تعرضت للتخريب، بينها مستوصفات وبنوك ومقرات بلدية.
-
142 مركبة أمنية متضررة، إضافة إلى 20 سيارة خاصة.
-
الاحتجاجات شملت 23 إقليماً، ما يعكس اتساع نطاق الغضب الشعبي.
شباب قاصرون في الواجهة
السلطات المغربية أشارت إلى معطى لافت، حيث أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية رشيد الخلفي أن “جميع الأعمال التخريبية المسجلة تورط فيها قاصرون بنسبة 100%”. وهو ما يعكس حجم مشاركة فئة عمرية تتراوح بين 13 و28 سنة في هذه الحركة.
دلالات الحراك
يرى متابعون أن هذه الاحتجاجات تكشف عن أزمة ثقة عميقة بين الشباب والمؤسسات الرسمية، في ظل شعور متزايد بالتهميش وغياب العدالة الاجتماعية. وبينما ترتفع الأصوات المطالبة بالإصلاح العاجل، تبقى استجابة الدولة لمطالب المحتجين عاملاً حاسماً في تحديد مستقبل هذا الحراك الشبابي.
📰 المصدر: فرانس24 – “احتجاجات جيل زد المغربي بالأرقام” (03 أكتوبر 2025).