تشهد سوريا حدثاً سياسياً غير مسبوق منذ عقود، مع ترشح السوري الأمريكي هنري حمرة، نجل آخر حاخام غادر دمشق في تسعينيات القرن الماضي، لانتخابات مجلس الشعب المقررة الأحد، ليكون بذلك أول مرشح يهودي منذ عام 1947، أي قبل نحو سبعين عاماً.
عودة حضور يهودي إلى دمشق
حمرة (47 عاماً)، المقيم في الولايات المتحدة، زار سوريا عدة مرات خلال العام الجاري، بعد أن غادرها مع والده عام 1992 إثر القيود التي فرضها نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد على الطائفة اليهودية. وفي فبراير الماضي، رافق والده في زيارة إلى دمشق، عُدت الأولى ليهود سوريين منذ سقوط حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.
الطائفة اليهودية، التي تمتد جذورها في سوريا إلى قرون قبل الميلاد، تسعى عبر هذه الخطوة إلى إعادة إحياء وجودها في البلاد بعد أن تقلص عدد أفرادها من آلاف إلى بضعة أشخاص فقط بسبب النزاع العربي الإسرائيلي وظروف الهجرة القسرية.
حملة انتخابية علنية في “حارة اليهود”
في دمشق، ظهرت ملصقات انتخابية لهنري حمرة في حارة اليهود، تحمل صورته وخلفه العلم السوري، مع عبارة: “مرشح دمشق لعضوية مجلس الشعب السوري”.
وأكد المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات، نوار نجمة، أن حمرة مرشح رسمي وأعلن برنامجه الانتخابي شأنه شأن باقي المرشحين.
برنامج انتخابي يعيد ربط اليهود السوريين بوطنهم
في حملته، تعهّد حمرة بالعمل على:
-
ربط اليهود السوريين في الداخل والخارج بوطنهم الأم سوريا.
-
حماية التراث والهوية الثقافية، بما فيها اليهودية.
-
المساهمة في إعادة إعمار سوريا.
كما نشر على حسابه في منصة “إكس” مقطع فيديو دعا فيه إلى بناء “سوريا مزدهرة، متسامحة وعادلة”.
انتخابات وسط انتقادات
الانتخابات البرلمانية المقبلة تجري وفق آلية حدّدها الإعلان الدستوري، حيث يعيّن الرئيس الانتقالي أحمد الشرع ثلث أعضاء المجلس (210 مقاعد)، فيما تنتخب هيئات مناطقية عينها الشرع الثلثين المتبقيين. وتُسجَّل انتقادات واسعة لهذه الآلية التي تستبعد الانتخابات المباشرة، كما أنها لا تشمل ثلاث محافظات خارج سلطة دمشق.
دلالات رمزية وتاريخية
المؤرخ السوري سامي مبيض أشار إلى أن آخر مرشح يهودي لعضوية مجلس الشعب انتُخب عام 1947. واليوم، يُنظر إلى خطوة حمرة على أنها رمزية لعودة الطائفة اليهودية إلى المشهد العام بعد عقود من الغياب.
وقال بخور شمنطوب، رئيس الطائفة اليهودية في سوريا حالياً: “عودة اليهود السوريين إلى البرلمان أمر إيجابي، خاصة في ظل وجود الحكومة الجديدة”.
📰 المصدر: فرانس24 –