في خطوة جديدة ضمن جهود تنفيذ اتفاق السلام في غزة، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية الجمعة تعيين سفيرها في اليمن ستيفن فاجين قائداً مدنياً لمركز تنسيق خاص بإدخال المساعدات الإنسانية وتنفيذ بنود خطة السلام، فيما أعلنت فصائل فلسطينية مجتمعة في القاهرة عن قرارها تسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة فلسطينية مستقلة من التكنوقراط.
🔹 تعيين أمريكي جديد لإدارة المرحلة الانتقالية
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان رسمي إن السفير ستيفن فاجين سيتولى قيادة مركز التنسيق المدني العسكري، الذي أنشئ هذا الأسبوع في جنوب إسرائيل بدعم من القيادة المركزية الأمريكية.
ويهدف المركز إلى تنفيذ خطة السلام المؤلفة من 20 بنداً التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتشمل إعادة إعمار غزة، وتثبيت وقف إطلاق النار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية.
ويعمل فاجين، وهو دبلوماسي مخضرم، سفيراً لدى اليمن منذ عام 2022، رغم أنه يمارس مهامه من خارج البلاد بسبب سيطرة جماعة الحوثيين على العاصمة صنعاء.
وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو كان قد زار المركز في وقت سابق من الأسبوع، وأكد التزام واشنطن بتوسيع مشاركتها الميدانية عبر إرسال 200 جندي أمريكي إضافي لتنسيق العمليات الإنسانية والأمنية في القطاع.
🔹 فصائل فلسطينية تتوافق على لجنة مستقلة لإدارة غزة
وفي موازاة التحركات الأمريكية، أعلنت فصائل فلسطينية، من بينها حماس وفتح، عقب اجتماعات في القاهرة، عن تشكيل لجنة مؤقتة من المستقلين التكنوقراط لتولي إدارة شؤون قطاع غزة خلال المرحلة الانتقالية.
وجاء في بيان الفصائل:
“قررت القوى الفلسطينية تسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة فلسطينية موقتة من أبناء القطاع المستقلين التكنوقراط، لتسيير شؤون الحياة والخدمات الأساسية بالتعاون مع الأشقاء العرب والمؤسسات الدولية.”
كما دعت الفصائل إلى اجتماع وطني عاجل لجميع القوى الفلسطينية من أجل تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، بوصفها “الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني”، وضمان انضمام كافة المكونات السياسية إليها.
🔹 نحو دور دولي أوسع في غزة
وأكد البيان على ضرورة استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يقضي بنشر قوات دولية في قطاع غزة، لمراقبة وقف إطلاق النار وضمان تطبيق بنود اتفاق السلام، بعد حرب استمرت أكثر من سنتين بين إسرائيل وحماس.
وتنص خطة السلام الأمريكية على تشكيل قوة استقرار أممية مؤقتة في غزة، إلى جانب إنشاء لجنة دولية لإعادة الإعمار وتمكين الحكومة الفلسطينية من إدارة المؤسسات المدنية تدريجياً.
بهذا التطور المزدوج — الأمريكي والفلسطيني — يبدو أن مرحلة إعادة ترتيب المشهد في قطاع غزة قد بدأت فعلياً، بين مساعٍ أمريكية لترسيخ الهدوء وإدارة المساعدات، ومحاولة فلسطينية لإعادة بناء مؤسسات الحكم على أسس جديدة بعيداً عن الانقسام السياسي المستمر منذ عام 2007.
المصدر فرانس24 وكالات
