في خطوة وُصفت بالتاريخية، من المرتقب أن يقوم الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع بزيارة رسمية إلى واشنطن خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، ليكون بذلك أول رئيس سوري يزور الولايات المتحدة منذ استقلال البلاد.
وأكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، خلال مشاركته في منتدى حوار المنامة بالبحرين الأحد، أن الرئيس الشرع “سيكون في البيت الأبيض مطلع الشهر الجاري”، مشيراً إلى أن الزيارة “تمثل حدثاً تاريخياً في العلاقات السورية – الأمريكية”.
وأوضح الشيباني أن المباحثات ستتناول رفع ما تبقى من العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، إضافة إلى ملفات إعادة الإعمار ومكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن “سوريا تواجه تهديداً مستمراً من تنظيم داعش وتحتاج إلى دعم دولي واسع لمواجهة هذا الخطر”.
ملفات سياسية وأمنية شائكة
من المنتظر أن يلتقي الشرع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدداً من كبار المسؤولين الأمريكيين، في زيارة من المتوقع أن تشمل التوقيع على اتفاق انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب ما كشف المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم براك.
وتأتي هذه الزيارة بعد لقاء جمع الرئيسين ترامب والشرع في الرياض في مايو الماضي، حيث وعد ترامب آنذاك برفع العقوبات عن سوريا “تدريجياً” مقابل التزامها بمحاربة الإرهاب والانخراط في عملية سلام إقليمية.
مسار جديد في العلاقات الإقليمية
تشهد سوريا منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي تحولات سياسية ودبلوماسية واسعة، إذ بدأت دمشق مفاوضات مباشرة مع إسرائيل بوساطة أمريكية، رغم استمرار حالة الحرب الرسمية بين البلدين منذ عام 1948.
وأكد الوزير الشيباني أن “الحديث عن تطبيع أو اتفاق جديد مع إسرائيل غير مطروح”، لكنه شدد على أن الحكومة الانتقالية ملتزمة باتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974، وتسعى إلى “بناء تفاهمات أمنية تضمن الاستقرار في الجنوب السوري دون المساس بسيادة البلاد”.
وأضاف أن سوريا لا ترغب في الدخول في حرب جديدة، موضحاً أن “الأولوية اليوم هي لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي”.
سياق التحول السوري
وتأتي الزيارة المرتقبة في وقت تشهد فيه دمشق انفتاحاً دولياً متزايداً عقب تشكيل الحكومة الانتقالية برئاسة الشرع، الذي كان قد شارك في قمة كونكورديا السنوية في نيويورك في سبتمبر الماضي، ودعا خلالها إلى “شراكة دولية جديدة لإعادة إعمار سوريا على أسس العدالة والمصالحة الوطنية”.
ويرى مراقبون أن زيارة الشرع إلى واشنطن قد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العلاقات السورية – الأمريكية بعد أكثر من عقد من القطيعة والعقوبات المتبادلة، في ظل متغيرات إقليمية ودولية متسارعة.
📍 المصدر: فرانس 24 – بتاريخ 2 نوفمبر 2025
