بقلم الصحفي منير قوعيش
خطوة تاريخية جديدة يضيفها مشروع الخط المنجمي الغربي إلى سجل الإنجازات الوطنية، بعد الانتهاء صبيحة اليوم من وضع آخر كمرة خرسانية على الجسر الكبير لوادي الداورة، الذي يبلغ طوله 4111 متراً، ليصبح أطول جسر للسكة الحديدية في إفريقيا.
يمتد الخط المنجمي الغربي على مسافة 950 كلم ويربط بين بشار، تندوف وغار جبيلات، ويعد مشروعاً استراتيجياً يهدف إلى تعزيز الربط بين المناطق الجنوبية، ودعم النقل السككي للركاب والمواد الأولية، وفتح آفاق تنموية وصناعية جديدة.
يعتبر هذا الجسر العملاق من أبرز إنجازات الهندسة المدنية في الجزائر، ويعكس قدرة البلاد على تنفيذ مشاريع ضخمة وفق المعايير العالمية، كما يعزز من القدرة اللوجستية للقطاع السككي ويساهم في تقوية التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين الولايات الجنوبية.
المتخصصون يرون في هذا الإنجاز خطوة استراتيجية نحو تحقيق سيادة النقل السككي في المنطقة، وتمكين الجزائر من التواجد بقوة في قطاع البنية التحتية والنقل، بينما يمثل المشروع دفعة قوية للمشاريع التعدينية والصناعية في الجنوب، خصوصاً في مجالات النقل التجاري والصناعي للمواد المنجمية.
إنجاز اليوم لا يقتصر على الجانب التقني والهندسي فقط، بل يحمل رمزية قوية للوحدة الوطنية والتنمية المستدامة، ويعكس إرادة الجزائر في تحقيق مشاريع كبرى تربط بين الماضي والمستقبل، وتفتح آفاقاً جديدة للجيل القادم.