بقلم الصحفي منير منير قوعيش
شهدت ولاية مستغانم صباح أمس انطلاق مشروع ضخم يُجسّد إحدى أهم حلقات البرنامج الوطني لتأمين الموارد المائية، ويتعلق الأمر بإنجاز محطة كبرى لتحلية مياه البحر بطاقة إنتاج تصل إلى 300 ألف متر مكعب يومياً، وهو المشروع الذي أشرف على إطلاقه الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، السيد نور الدين داودي، رفقة وزير الطاقة والمناجم والوفد الوزاري المرافق له، إلى جانب والي الولاية السيد أحمد بودوح والسلطات المحلية.
وقد جاء هذا المشروع الاستراتيجي لتلبية حاجيات سكاني ولاية مستغانم والولايات المجاورة من الماء الصالح للشرب، خاصة مع التراجع الكبير في الموارد المائية التقليدية خلال السنوات الأخيرة. ومن المنتظر أن يساهم هذا الإنجاز في ضمان الأمن المائي للمنطقة وتعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين.
المشروع الذي يُنفّذ على مساحة واسعة، سيوفّر ما يقارب 1500 منصب عمل مباشر وغير مباشر، مما سيُنعش الحركية الاقتصادية بالمنطقة ويسهم في خلق فرص تكوين مهني موجهة لليد العاملة المحلية، إضافة إلى استقطاب استثمارات جديدة مرتبطة بالقطاع الصناعي والخدماتي.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد السيد داودي أن هذا الورش يُعدّ محطة مفصلية في مسار تطوير البنية التحتية الوطنية للمياه، مشيراً إلى أن محطة التحلية تُعتبر واحدة من بين أكبر المحطات التي يُرتقب استلامها على المستوى الوطني في غضون 2025، ضمن البرنامج الاستعجالي الرامي إلى معالجة ندرة المياه في عديد الولايات.
من جهته، شدد والي الولاية على أهمية المشروع بالنسبة للسكان، مُبرزاً أنه سيُغيّر وجه الولاية في السنوات القادمة، بالنظر إلى انعكاساته المباشرة على النشاط الاقتصادي وجودة الحياة اليومية. كما دعا السكان إلى مرافقة الجهود المبذولة للمحافظة على الموارد المائية وترشيد الاستهلاك.
ومع انطلاق هذا المشروع الضخم، تُواصل مستغانم تعزيز مكانتها كقطب تنموي واعد، مستفيدة من مشاريع استراتيجية كبرى ستضع الولاية في مسار جديد من التقدم والازدهار.