مستغانم حاسي ماماش
– 11 ديسمبر 2025
في إطار سياسة الانفتاح المؤسساتي وتقريب الخدمات من المواطنين، احتضنت دار الشباب بحاسي ماماش يومًا تحسيسيًا إعلاميًا من تنظيم الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر، بمشاركة فاعلين مؤسساتيين في دعم المبادرات الاقتصادية والحرفية، وبحضور معتبر لشباب جامعيين وحاملي أفكار مشاريع مهتمين بعالم المقاولاتية.

افتُتحت فعاليات اللقاء بكلمة ترحيبية ألقاها مدير دار الشباب، أكد فيها أهمية مثل هذه المبادرات في مدّ جسور التواصل بين الشباب والمؤسسات العمومية، وتمكينهم من المعلومة الدقيقة حول فرص إنشاء المشاريع المصغرة وآليات الاستفادة من مختلف صيغ الدعم.
وقدّمت السيدة بلعابد فاطمة الزهراء، مديرة الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر – فرع مستغانم، مداخلة شاملة تطرقت فيها إلى دور الوكالة في تمويل المشاريع المصغرة، وآليات المرافقة قبل وبعد التمويل، إلى جانب التسهيلات الجديدة الموجهة للشباب، الرامية إلى تحسين الخدمات وتسريع معالجة الملفات.
وتميّزت مداخلتها بالبعد العملي واعتماد سياسة “الإدارة القريبة من المواطن”، من خلال الزيارات الميدانية لمناطق الظل، ما لقي استحسان الحضور الذين ثمّنوا التحولات الإيجابية التي تشهدها الوكالة.
من جانبه، قدّم السيد بشير هشام، نائب رئيس غرفة الصناعات التقليدية والحرف لمستغانم، عرضًا تعريفيًا أبرز فيه خدمات الغرفة ودورها في مرافقة الحرفيين، والفرص المتاحة لاستحداث مشاريع حرفية مستدامة، مؤكدًا على أهمية تثمين الموروث الحرفي وتشجيع المبادرات الشابة القادرة على تحويل المهارات إلى مشاريع منتجة.
أما الدكتور مصطفى دحو، أستاذ مكوّن في مجال المؤسسات الناشئة بجامعة مستغانم، فقد تناول مفهوم “الستارتاب” من منظور علمي، مستعرضًا الإطار القانوني للمؤسسات الناشئة، وآليات تمويلها، ودور الابتكار في بناء مشاريع عصرية ذات قيمة مضافة، فاتحًا بذلك آفاقًا جديدة أمام الشباب الطامح لولوج الاقتصاد الحديث.
واختُتم اللقاء بفتح باب النقاش، حيث طرح الشباب جملة من التساؤلات المتعلقة بإجراءات التمويل، شروط الاستفادة، وآفاق النجاح، ليتلقوا إجابات وافية من المتدخلين، في جو تفاعلي عزز الثقة بين الشباب والمؤسسات.
أجمع المشاركون على نجاح هذا اليوم التحسيسي بفضل حسن التنظيم، جودة المداخلات، وثراء النقاشات، مؤكدين أن العمل الميداني يظل ركيزة أساسية لنجاح السياسات العمومية وترسيخ ثقافة المقاولاتية لدى الشباب.
ويُعد هذا الحدث خطوة مهمة نحو تشجيع روح المبادرة، وتأكيدًا على الدور المحوري الذي تضطلع به المؤسسات العمومية في دعم المشاريع المصغرة، الناشئة والحرفية، خدمةً للتنمية المحلية والاقتصاد الوطني.