تعتبر وسائل الإعلام من المؤسسات الفاعلة في المجتمع بسبب قوة انتشارها وتأثيرها على الجماهير، ومنها الصحافة المكتوبة التي تعد من أقدم وسائل الإعلام في العالم ورغم هذا لا تزال تنشط وبقوة للمحافظة على مكانتها لدى جماهيرها ، وهذا بفضل خصائصها ومميزاتها حيث تعد الكلمة المطبوعة ذات قوة واستمرارية ذلك لأن القراء يستطيعون العودة إليها واستخدامها عدة مرات الاستيعاب كل أبعادها، كما تتميز الصحافة المكتوبة بقوة تأثيرها على الرأي العام بفضل معالجتها المعمقة للقضايا و المواضيع التي تهم المجتمع كما تعمل على تصنيفها وفقا لأجندتها الإعلامية والتي تعكس سیاستها و اتجاهها نحو هذه القضايا ، وتقوم الصحافة بالعديد من الوظائف أهمها وظيفة الإعلام والإخبار حيث تعمل على جمع ونشر المعلومات والأخبار المختلفة لجمهور القراء حول المواضيع التي تشغل اهتمامهم واهتمام الرأي العام من ضمنها المواضيع السياسية ، الاقتصادية ، الرياضية والاجتماعية من بين المواضيع الاجتماعية التي تعمل الصحف على إعلاميا موضوع العنف الأسري حيث يعد من الظواهر الخطيرة التي تؤثر على الأسرة والمجتمع فيخلق العديد من الأمراض والعقد النفسية والتي بمرور الوقت تنتج لنا فرد غير سوي يشكل خطرا على أسرته وأفراد مجتمعه نتيجة لسلوكيات العنيفة. هذا دفع بالباحثين والعلماء في العديد من المجالات إلى دراسة هذاالسلوك من مختلف جوانبه ولفترة طويلة، فالظاهرة قديمة قدم الإنسانية ومنتشرة في مختلف المجتمعات على غرار المجتمع الجزائري .ويتخذ العنف الأسري أشكالا متعددة فيشمل العنف الجسدي، العنف النفسي، والجنسي، كما تتعدد الفئات التي تتعرض للعنف داخل الأسرة فلم يعد يقتصر على فئة دون أخرى، فكل الأفراد عرضة لهذا السلوك. ونتيجة لانتشار العنف الأسري وآثاره الوخيمة على المجتمع الجزائري أدى ذلك بوسائل الإعلام للاهتمام بالظاهرة ومنها الصحافة المكتوبة الخاصة والعمومية. تهدف من خلال هذه الدراسة لمعرفة ومعالجة ظاهرة العنف الأسري في الصحافة الجزائرية المكتوبة من خلال جريدة النهار التي تم الاعتماد عليها كأنموذج عن الصحافة الجزائرية اليومية كما نسعى إلى معرفة موقع ومكانة ظاهرة العنف الأسري ضمن الأجندة الإعلامية للجريدة ومدى اهتمامها ب
حاولنا من خلال هذه الدراسة التعرف على المعالجة الاعلامية للظاهرة العنف الأسري في الصحافة المكتوبة من خلال جريدة النهار، عن طريق معرفة حجم اهتمام الجريدة بالظاهرة، والأنواع الصحفية المعتمدة في نقل المضامين الخاصة بالعنف الأسري وأهم الفئات التي تطرقت إليها، إضافة إلى تحديد اتجاء الجريدة نحو الظاهرة.
فالصحافة بقوة تأثيرها تلعب دورا مهما في التوعية من الظواهر السلبية خاصة الاجتماعية منها، من خلال نشر المعلومات والمعارف التي تساهم في زيادة الوعي لدى الأفراد والتأثير عليهم لتغيير سلوكياتهم العنيفة تجاه بقية أفراد الأسرة.
مما سبق نستنتج أن الصحافة المكتوبة تستطيع التصدي لمختلف الظواهر والمشاكل الاجتماعية ومنها العنف الأسري، ولتحقيق ذلك يجب أن تقدم معالجة إعلامية جادة وفعالة للظاهرة ألا تكتفي بالتغطية الإخبارية التي تكون سطحية وتفتقر إلى الشرح والتعمق في الظاهرة وتناولها من مختلف الجوانب، وتوجيه الرأي العام نحوها لإيجاد حلول لها.
ولتحسين المعالجة الإعلامية التي تقوم بها جريدة النهاى لموضوع العنف الأسري فيجب عليها:
هـ أن تولي أهمية للظاهرة من حيث المساحة، ومن حيث التنويع في الأنواع الصحفية
المعتمدة لمعالجة الظاهرة .التنسيق مع مختلف الجمعيات الخيرية والمؤسسات المختصة بشؤون الأسرة في إطار سؤوليتهم الاجتماعية تجاه المجتمع ومشاكلهم.
بقلم بيدي عبد النور