وطني

الذكــرى 66 لتـأسيس فريـق جبهـة التحريــر الوطنــي لـرة القدم13 افريل 1958-2024

الكثير من محبي كرة القدم في الجزائر يجهل ما ضحى به هؤلاء اللاعبون من اجل الجزائر ومن اجل المنتخب الوطني على غرار مصطفى زيتوني، قدور بخلوفي، عبد الحميد كرمالي، رشيد مخلوفي، محمد معوش وغيرهم الذين رفعوا شعار ‘’وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر’’، والتحقوا من دون تردد بفريق جبهة التحرير الوطني سنة 1958، رغم أنهم كانوا نجوما في فرقهم كمخلوفي الذي كان نجما فوق العادة في فريق سانت ايتيان الفرنسي، وكذا عبد الحميد كرمالي الذي ترك فريق ليون وزيتوني الذي كان يعول عليه المنتخب الفرنسي في مونديال السويد 1958، غير أن جميعهم اختاروا الالتحاق بصفوف فريق جبهة التحرير الوطني والتفريط في النجومية والشهرة. وشكل هروب اللاعبين الجزائريين المحترفين من فرنسا في 1958 والتحاقهم بصفوف ثورة التحرير المباركة اكبر مفاجأة للاستعمار الذي أدرك آنذاك مدى قدرة جبهة التحرير الوطني على تجنيد الجزائريين الذين كانوا يعيشون لهيب الثورة في وجدانهم وهمهم الوحيد في تلك الفترة هو طرد المحتل الذي اضطر إلى الانسحاب مدحورا ومهزوما أمام بسالة المجاهدين الأحرار. رفاق مخلوفي توجهوا سرا إلى تونس عن طريق الدول المجاورة للتراب الفرنسي وكان قرارهم بمثابة ضربة موجعة للشرطة الفرنسية التي لم تتمكن من اكتشاف الأمر إلا بعد التحاق النواة الاولى للفريق بالعاصمة التونسية، حيث رافق هذا الفرار الثوري صدى إعلامي كبير على المستوى العالمي لا سيما وأن الجمهور الرياضي وبالاخص عشاق الساحرة المستديرة كانوا يتأهبون لمعايشة اضخم حدث كروي والمتمثل في مونديال السويد عام 1958، حيث كان احد أهم أطرافه المنتخب الفرنسي الذي دعم صفوفه في آخر لحظة باللاعبين الجزائريين رشيد مخلوفي ومصطفى زيتوني قبل أن يقرر هذان الأخيران الالتحاق بالثورة.

مراحل تأسيس فريق جبهة التحرير الوطني ..
ضربة موجعة لن ينساها الفرنسيون
كان محمد بومزراڤ صاحب فكرة تأسيس الفريق، حيث تؤكد معلومات موثقة أنّ ميلاد فريق جيش التحرير الوطني كان في الفاتح جوان 1957، علما أنّ الفكرة برزت لأول مرة سنة 1955، وتألف أساسا من اللاعبين المحليين الذين سبق لهم أن نشطوا ضمن مختلف النوادي الجزائرية كالاتحاد الرياضي الإسلامي للجزائر (اتحاد الجزائر حاليا)، المولودية الشعبية الجزائرية (مولودية الجزائر)، جمعية سريع الكواكب (شبيبة القبائل) وغيرها من النوادي التي أوقفت جميع أنشطتها مع تفجير ثورة نوفمبر 1954. واستنادا إلى وثائق رسمية، فإنّ المرحوم محمد بومزراق كان المبادر بإنشاء الفريق الذي أشرف عليه المدرب ‘’صالح سعيدي’’ وضمّ كوكبة من اللاعبين البارزين أمثال علي دودو، كريمو، عبد القادر زرار، الأخضر علاق، لزهر بن حمزة، مصطفى بسطانجي، كحلاوي لخميسي، عبد المجيد موساوي، مصطفى شني المعروف باسم تيتي، وغيرهم من الأبطال الذين رحلوا عنا. واستنادا إلى إفادات ‘’لزهر بن حمزة’’ أحد أعضاء فريق جيش التحرير، فإنّ قيادة الثورة أنشأت هذا الفريق لتحقيق هدفين رئيسيين هما التعريف بالقضية الجزائرية، إضافة إلى جمع التبرعات لفائدة الثورة الجزائرية. وبعد صدور قرارات مؤتمر الصومام والتي من بينها إنشاء تنظيمات تابعة لجبهة التحرير الوطني، وبعد ميلاد الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين والإتحاد العام للعمال الجزائريين، رأت جبهة التحرير الوطني ضرورة إيجاد تنظيم رياضي يحمل إسمها ويكون سفيرا لها في المحافل الدولية لما للرياضة من شعبية على المستوى العالمي وخاصة كرة القدم فقررت تأسيس فريق لكرة القدم من اللاعبين الجزائريين المنتمين إلى البطولة الفرنسية، ووجهت نداء إلى هؤلاء اللاعبين للإلتحاق بالثورة وفي تاريخ الـ13 أفريل من سنة 1958 تم تأسيس فريق جبهة التحرير الوطني رسميا تحت قيادة المجاهد بومرزاق والمسؤول السياسي علام محمد الذي كان أحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد زعماء حزب جبهة التحرير الوطني.
ولعل أهم العقبات التي واجهها فريق جبهة التحرير الوطني لدى تأسيسه في 1958 هو قرار الإتحاد الدولي لكرة القدم الذي يشيد بالمنتخب الوطني حاليا ويعتبره الافضل في افريقيا، حيث اعلنت “الفيفا” في ذلك الوقت بعد احتجاج الإتحاد الفرنسي لكرة القدم، أن أي فريق يواجه الجزائريين سيطرد من نهائيات كأس العالم التي كانت مقررة في السويد في نفس السنة التي تأسس فيها منتخب الثوار، وعلى الرغم من هذه العقبات، فإن فريق حزب جبهة التحرير الوطني الجزائري لعب 91 مباراة على مدى السنوات الأربع الموالية، وساعدت انتصارات الفريق في منح وزيــــــــــــــــادة الإعتراف الدولي بكفاح الجزائريين من أجل الاستقلال.

الفريق لعب حوالي 83 مباراة ونجح بشكل كبير في مهمته الرئيسية :

ويبقى العدد الإجمالي للمباريات التي خاضها فريق جبهة التحرير الوطني موضوع اختلاف، ولكن أفضل دليل وهو ذاك الذي يقدمه ميشيل نايت-شلال في كتابه، والذي يعطي نتائج أكثر تفصيلا لمباريات فريق الجبهة التي لعبها ويؤكد أن الفريق لعب 83 مباراة، فاز في 57 منها، تعادل في 14 وخسر الاثني عشر مسجلا ما مجموعه 349 هدفا وتلقى 119. وقد لعب رفاق الهداف مخلوفي الذي سجل لوحده 42 هدفا مقابلات هامة ضد منتخبات معروفة مثل الاتحاد السوفياتي، يوغسلافيا، تشيكوسلوفاكيا، رومانيا، المجر، بلغاريا، الصين والفيتنام اضافة الى المنتخبات العربية على غرار المغرب، تونس، ليبيا، العراق والأردن، حيث تمكن من الفوز بنتائج عريضة في عدة مباريات على غرار ما حدث أمام يوغسلافيا (6 – 1) والمجر (5 – 2) وتشيكوسلوفاكيا (4 -1) والصين (0-4) وتونس (0-9) والأردن (0-11) والعراق (11 – 0) والفيتنام (0-11). وشكلت هذه العملية صفعة حقيقية للاستعمار الفرنسي الذي حاول بشتى الطرق والوسائل عرقلة مهمة الفريق، الا انه فشل امام قوة لاعبي المنتخب الثوري الذي نجح بشكل كبير في ايصال صوت الثورة الجزائرية الى جميع ارجاء العالم.

لاعبو الفريق الثوري واصلوا العطاء حتى بعد الاستقلال :

ورغم كل ما حققه لاعبـــــــــــــــــــــــــو فريق جبهة التحريـــر الوطني في الفترة بين 1958 و1962 في إطار التعريف بمغزى وهدف الثورة التحريرية، إلا أن ذلك لم يمنعهم من مواصلة العطاء بعد الاستقلال، حيث تحول أغلبهم إلى إطارات مؤثرة في المنظومة الكروية الجزائرية من خلال اتصالهم الدائم بالميدان الرياضي وإشرافهم على أندية ومنتخبات حققوا معها نتائج مميزة، ومن بين الإنجازات التي حققها أبطال الفريق الثوري بعد الاستقلال، فوز الفريق الوطني بالميدالية الذهبية لألعاب حوض البحر الأبيض المتوسط سنة 1975 والألعاب الإفريقية سنة 1978، تحت قيادة رشيد مخلوفي الذي أشرف كذلك على الطاقم الفني الذي قاد المنتخب الوطني إلى أول مشاركة في كأس العالم سنة 1982، والنتائج الرائعة التي سجلها في الملاعب الإسبانية، هذا إلى جانب التتويج بأول وآخر كأس إفريقــــــــــية سنة 1990 تحت قيـــــــــادة عبد الحميد كرمالي، الــــــــذي أهــــــّل كــــــذلك وللمرة الأولى الفريق الوطني أواسط إلى كأس العالم سنة 1979 باليابان، ووصل معه إلى ربع نهائي هذه المنافسة.
أما على مستوى الأندية، فنجد بأن أول كأس إفريقية تحصلت عليها الأندية الجزائرية كانت من قبل فريق مولودية الجزائر سنة 1976 تحت قيادة عبد الحميد زوبا أبرز أعضاء الفريق، إلى جانب الكأس الإفريقية للأندية البطلة والكأس الآفرو آسيوية اللتين حاز عليهما فريق وفاق سطيف عام 1989 بقيادة المرحوم مختار عريبي، و كذا شبيبة القبائل…

تشكيلة فريق جبهة التحرير الوطني :

-حـــراس المرمى: عبد الرحمان بوبكر، علي دودو وعبدالرحمان أبرير.
-الدفاع: مصطفى زيتوني، قدور بخلوفي، محمد سوكان، شريف بوشاش،إسماعيل أبرير، عبد الله ستاتي
-وسط الميدان: مختار عريبي، سعيد حداد، علي بن فضة، محمد بومزراق، حسن بورطال، عمار رواي، حسن شبري
-الـــــهجوم: عبد الحميد كرمالي، عبد العزيز بن تيفور، عبد الحميد بوشوك، رشيد مخلوفي، سعيد براهيمي، محمد معوش، أحمد وجاني، أمقران وليكان، عبد الرحمان سوكان، عبد العزيز معزوز، محمد بوريشة، عبد الكريم كروم، حسين
بوشاش، سعيد عمارة، عبد الحميد زوبا,,,,,محمد الطاهر .ف
تحيـــــــة عرفــــــــان وتقديــــــر لمن مثلــــــوا وحملوا الألوان الوطنــــــية طيلــــــة الاضطهـــــــاد الاستدمــــــاري… حياة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى