من جلسة الكابنت الأمني عشية الخميس، تسرب تبادل أقوال قاسية بين وزير المالية سموتريتش ورئيس الأركان هاليفي. سموتريتش انتقد هاليفي: “لسنا من ذهبنا للنوم في 6 أكتوبر”. فرد رئيس الأركان بغضب، وطلب من الوزير الاعتذار. نتنياهو، الذي تخدمه هكذا شجارات، انتقد “الأقوال غير المقبولة” من قبل الطرفين.
“إلى جانب رئيس “الشاباك” رونين بار، هاليفي هو المسؤول على الصعيد الأمني بشأن كارثة 7 أكتوبر، وهو فشل سيرافقه طوال حياته، ومن المرجح أن يؤدي إلى استقالته المبكرة دون إكمال فترة ولايته رئيساً للأركان”. إن تطاول سموتريتش مقرف وموجه لشخص -خلافاً للوزير نفسه- استثمر كل جهوده في حماية أمن إسرائيل. إن وزير المالية، بدرجة لا تقل عن نتنياهو، كان شريكاً في التصور الأمني – السياسي الفاشل، الذي قد يسيطر على الكيانين الفلسطينيين في الضفة وغزة، والإيمان بمقاربة “فرق تسد”. حتى إنه أطلق على حكم حماس بأنه ذخر. سموتريتش لم يوجه أي انتقاد ذاتي منذ اندلاع الحرب، بل تراجع مؤخراً عن تحمل أي مسؤولية عن الإخفاقات التي أسمعها في الفترة الأخيرة بعد المذبحة.
في هذه الأثناء، يصفه المهنيون في وزارته بأنه وزير فاشل وغير مبال، حدثت في ولايته كارثة اقتصادية (ليس فقط بسبب العبء الذي تخلقه الحرب للاقتصاد)، في الوقت الذي ينشغل فيه بشكل كامل بالدفع قدماً بمصالح شخصية وقريبة من قبله. إذا لم يكن هذا كافياً، فإن سموتريتش يهتم بأنه يصب الزيت على النار دائماً في الضفة الغربية بتوسيع البؤر الاستيطانية وخنق اقتصاد السلطة الفلسطينية، باستغلال صلاحيات ابتزها فيها نتنياهو بصفته وزيراً ثانياً في وزارة الدفاع.
إن تطاوله المرفوض على رئيس الأركان لا يظهر على أنه زلة لسان، بل جزء من حملة مخطط لها ضد كبار قادة الجيش الإسرائيلي، التي لها هدف مزدوج: حرف التهمة عن نتنياهو والحكومة بسبب إخفاقات 7 أكتوبر، والصعوبة في إنهاء الحرب بنجاح منذ ذلك الحين، إلى جانب إلقاء الرعب على الضباط كي لا يقفوا في طريق أحزاب اليمين المتطرف أثناء سعيها إلى إشعال الضفة الغربية. الحياد الوهمي الذي يتبعه رئيس الحكومة هنا يدل على أن مهاجمة رئيس الأركان تخدمه بشكل جيد.
المصدر القدس العربي