اخبار اليوم

ماذا نعرف عن الصاروخ “الحوثي” الذي سقط في وسط إسرائيل؟

أثار إعلان الجيش الإسرائيلي سقوط صاروخ باليستي في “منطقة مفتوحة” وسط إسرائيل، أطلقته جماعة “الحوثي” في اليمن، الأحد، تساؤلات بشأن احتمال وجود أعطال في الأنظمة الأمنية، فيما قالت الجماعة إنه فرط صوتي من نوع “فلسطين 2″، بينما ذكرت تقارير إسرائيلية أنه من طراز “طوفان” بتقنية إيرانية.

ونشر المتحدث العسكري باسم “الحوثيين”، يحيى سريع، الاثنين، عبر منصة “إكس”، أن “الصاروخ فرط صوتي hypersonic، من طراز فلسطين 2، ويبلغ مداه 2150 كيلومتراً، ويعمل بالوقود الصلب على مرحلتين 2stage، ويتميز بتقنية التخفي، وسرعته تصل إلى 16 ماخ”. 

ووصفت الجماعة العملية بأنها “نوعية” بعد تخطي الصاروخ الدفاعات الجوية الإسرائيلية المعقدة ومتعددة الطبقات، ليسقط في يافا، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي، أن صاروخا باليستياً “أرض- أرض” أطلق من اليمن سقط في منطقة غير مأهولة، دون أن يتسبب في إصابات.

في المقابل، ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست“، أن الصاروخ “الحوثي” نجح في الإفلات من أنظمة الكشف الإسرائيلية المتقدمة، ولم يتم إسقاطه، إلا بعد أن عبر المجال الجوي الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الصاروخ يعتبر تطويراً لصاروخ “شهاب-3” الإيراني متوسط المدى، وفق زعمها.

مراحل الكشف

ولفتت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن هناك عدة مراحل للكشف عن مثل هذا الصاروخ، منذ إعداد الصاروخ للإطلاق، ويكون في منطقة مفتوحة ومرئية للأقمار الاصطناعية الاستطلاعية الإسرائيلية والأميركية، والتي من المفترض أن تراقب مواقع الإطلاق المحتملة.

وذكرت أن الحرارة الشديدة التي يولدها محرك الصاروخ يتم رصدها بواسطة شبكة الأقمار الاصطناعية الأميركية عند الإطلاق، للتحذير، ومن ثم يتم نقل المعلومات إلى الجيش الإسرائيلي.

ويفترض أن تتمكن عدة أنظمة رادار من اكتشاف الصاروخ وتتبعه، عندما يكون في مساره نحو إسرائيل.

وتشمل هذه الأنظمة، رادارات تابعة للبحرية الأميركية والإسرائيلية في البحر الأحمر، إلى جانب الرادار بعيد المدى من نوع X-band، الذي تنتجه شركة Raytheon، ويقع في منطقة النقب، وتديره قوات أميركية.

ولم يتضح بعد ما إذا كان تم اكتشاف الصاروخ في الوقت المناسب، ولماذا لم يتم اعتراضه بواسطة نظام السهم Arrow كما كان مخططاً.

مميزات “طوفان”

وبحسب الصحيفة، فإن مدى صاروخ “طوفان” يبلغ نحو 2000 كيلومتر، ما يكفي لتغطية المسافة من اليمن إلى إسرائيل.

وجرى نقل الصاروخ من موقع تخزينه بالشاحنات إلى موقع الإطلاق، حيث يتم تجميعه، إذ يتم تحديد هدف الصاروخ مسبقاً، ولا يمكن تغيير مساره أو تصحيحه أثناء الطيران، وفق “جيروزاليم بوست”.

وعلى النقيض من صاروخ “شهاب”، فإن الاستعدادات لإطلاقه، والتي تتمثل بشكل أساسي في ملء المرحلة الأولى بالوقود، تستغرق نحو 30 دقيقة فقط، بدلاً من عدة ساعات.

article image

ويتم إطلاق الصاروخ عمودياً، ويتبع مساراً باليستياً، أي أنه يتحرك في قوس أو نصف دائرة، ويطير عبر الغلاف الجوي مع استمرار تشغيل محركه، ما يدفعه إلى الأمام.

وكان الجيش الإسرائيلي، قال إنه من الفحص الأولي تبين أن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون “تفكك في الجو”، مضيفاً أنه “جرت عدة محاولات اعتراض من خلال أنظمة السهم، والقبة الحديدية، حيث يتم فحص نتائجها ليتم تفعيل الإنذارات وفق السياسة المتبعة، والحادث قيد الفحص”.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أنه خلال تحليق الصاروخ “الحوثي”، تنفصل المرحلة الأولى، وتعود المرحلة الثانية إلى الغلاف الجوي بعد استنفاد الوقود، وتستمر في التسارع بسبب الجاذبية.

وأضافت أن الصاروخ يحتاج لنحو 12 أو 15 دقيقة فقط للوصول إلى وسط إسرائيل، فيما يقدر وزنه قبل الإطلاق بنحو 15-17 طناً، لكن الرأس الحربي نفسه يزن حوالي 650 كيلوجراماً، وهي شحنة متفجرة كبيرة، يمكن أن تتسبب، إلى جانب سرعتها، في أضرار جسيمة للمدنيين، وكذلك للمنشآت العسكرية المحمية بشكل خفيف.

ما علاقة إيران كوريا الشمالية؟

محللون قالوا لموقع Breaking Defense، أن اليمن لا يمتلك القاعدة الصناعية اللازمة لبناء صواريخ مثل “طوفان” بنفسه. وأضافوا أنه رغم حظر الأسلحة، فإن مثل هذه الصواريخ الأكبر حجماً، والأكثر قدرة لا تزال تجد طريقها إلى اليمن، على الأرجح من إيران.

ويبدو أن الصاروخ التابع للجماعة اليمنية، مشتق في الأساس من الصاروخ الكوري الشمالي Nodong، المصمم سوفيتياً، مرتبطاً بصاروخ Scud، وإن كان حجمه أكبر، وفق الموقع المتخصص في الشؤون الدفاعية.

واستعرض الحوثيون صاروخ “طوفان” في صنعاء العام الماضي، ويبدو محركه مطابقاً لمحرك صاروخ “شهاب-3 الإيراني”.

بدوره، قال موقع Missile Threat، إن “صاروخ شهاب-3 الذي تطور عنه صاروخ طوفان، يستخدم نظام التوجيه بالقصور الذاتي الأساسي المستخدم في صواريخ Scud، ما يمنح الصاروخ دقة تبلغ حوالي 2500 متر”.

وأضاف أن هذه الصواريخ الأصلية من طراز “شهاب-3” فعالة في المقام الأول ضد الأهداف الكبيرة مثل المدن، ومع ذلك، استخدمت إيران تكنولوجيا التوجيه الصينية في المتغيرات اللاحقة لتحسين دقة الضربة بشكل كبير.

عن الشرق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى